شاهدت مقطع فيديو لفضيلة الشيخ الكبير أبي إسحق الحويني -شفاه الله وعافاه- وأطال عمره في طاعته وأحسن ختامه بعد حسن عمل.

والشيخ بخير والحمد لله ولابد أن يبشر المسلمون ويقولوا خيراً إذا رأوا من أصابه الجهد أو المرض.

والشيخ هو خادم حديث رسول الله وأحد قدامى المشايخ الذين استفدنا منهم ومن علمهم؛ قبل ظهور غيره من النسخ المغشوشة من الشيوخ الذين لم نفد منهم إلا إفساد الواقع وتوهين قيمة العلم وأهله في قلوب الناس.

ولكن لي ملاحظتين لم أستطع تفويتهما على كلمة فضيلته؛ ومع كل التوقير والتقدير لفضيلته،

وتفهمي لكون الكلمة لا تخلو من مزاح وتلطيف للأجواء، كما أنها قد تمون مقتطعة ولها بقية تجب هاتين الملاحظتين.

الملاحظة الأولى

فقد تحدث عن التعدد باستفاضة نسبية دون داع من وجهة نظري،

وذلك رداً على مزاح أحد الحضور مع الشيخ -ليشد حيله- لكي يزوجوه!

وسر انزعاجي ليس فقط في الظروف المادية الخانقة التي يعاني منها الناس في مصر،

وعسرة الزواج حتى صارت مجرد الفكرة درباً من الحماقة؛

وإنما لمستوى انشغال الشيخ وغالب شيوخ وجماهير التيار السلفي بقضية التعدد في حالة غيبوبة تامة عن واقع المسلمين، بكل إشكالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

والملاحظة الثانية

هي الحديث عن قضية الصحابة رضي الله عنهم والدفاع عنهم والحديث عن مآثرهم،

في تعلق بأهداب قضية قديمة راسخة بيتا سقف الأمة كله ينهار، وأرضها كلها تعاني التجريف والبوار!

والصحابة رضي الله عنهم أن يضيرهم شيء ولن يصيبهم شيء وقد أدوا ما عليهم لله ودينه ورسوله وكتابه وسنته،

فلا من يلمزونهم ويخوضون فيهم انتهوا ولا من يوقرونهم ويستغفرون لهم قلوهم،

ولا فضلهم ومدحهم في القرآن يمحوه الماء.

وأخشى ما أخشاه أن نظل ندور في دوائر السواقي هذه؛ حتى يصير الناس ولا دين لهم

وقد ضاع منهم ما جاهد من أجله أولئك الصحابة ليوصلوا لهم الدين ويفتحوا البلدان ويصونوا الوحي من التحريف والضياع،

فيصبح الناس وليس صبحهم إلا الدجال وقبل الدجال دجالون يمهدون له الطريق ويضلون الناس عن دينهم.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر