كان مبدأ السببية مما يؤكد عليه شيخنا رفاعي سرور رحمه الله، ومع تفريقه بين السنة الكونية وهي عادة الله في عموم الناس،

والمعجزة والكرامة هي عادة الله في خيارهم كالمرسلين والنبيين، والأولياء الصالحين؛

وأن خرق العادة هو الانتقال من السُنة العامة إلى الخاصة إن جاز التعبير.

ولكنه كان يرى أن مبدأ السببية جارٍ وعامل في كليهما، فنبي الله داوود على نبينا وعليه السلام ألان الله له الحديد،

ومع ذلك أمُر بحساب وتقدير المسافات في دعائم  الدروع، قال تعالى: (أن اعمل سابغات وقدر في السرد).

ونبي الله يعقوب وجد ريح يوسف -على نبينا وعليهما السلام- على بعد المسافات، ولكن بعدما عبرت العير الحد الفاصل بين مصر وسيناء،

قال تعالى: (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف).

ونبي الله أيوب على نبينا وعليه السلام فجر الله له المغتسل البارد والشراب الذي فيه الشفاء بعدما ركض برجله:

(اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب).

ومثله تفجر زمزم من تحت قدمي سيدنا إسماعيل طفلاً بعدما ضرب برجليه ومع سعي أمه بين الصفا والمروة سبع أشواط.

ورسول الله نبع الماء بين أصابعه الشريفة بعدما وضعها في قعب فيه ماء،

وانشق البحر لموسى على نبينا وعليه السلام بعدما ضربه بالعصا، وهكذا

ومن دعا الله بشفاء داء مستعصٍ، أو حصول شيء بعيد المنال، أو

النجاة من هلاك محقق أو نحو ذلك؛ فعليه الأخذ بالأسباب الصحيحة ما أمكنه ذلك، كالتداوي والعمل

أو السفر ومدافعة العدو ونحوها، وعندها تتنزل الإجابة أعظم من العمل أو تنخرم العادات وتقع الكرامة؛ إن كان من أهل استحقاقها.

فمن ابتُلىَ بداء نفسي أو بدني -مهما كان مستعصياً- وأراد كشف الضر عنه فالواجب عليه التماس العلاج والذهاب للطبيب الحاذق وتناول الدواء المخصوص،

فذلك هو قعب الماء وتقدير السرد وفصل العير، وليجتهد في الدعاء والذكر والصدقة وقراءة القرآن، وساعتها فلينتظر مغتسلاً بارداً وشراباً،

وأن يفيض عليه ماء الحياة، وتقيه دروع الحفظ والعناية.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر