د. خالد سعيد

الحل البدهي والذي يبدو ضرورياً لمواجهة مظاهر تجريف الثقافة الإسلامية والعربية؛

يكمن في أيدي الفئام العظيم الصامت من عموم المسلمين.

وهؤلاء هم الذين لا يصنفون على أنهم جماعات أو تنظيمات إسلامية،

وأغلبهم من سواد الطبقة المتوسطة والمتعلمة التي قد حُيّدَت مؤخراً كما يجري طحنها لترسو في قاع المجتمع حالياً،

وربما تحيزت هي بنفسها في الهوامش بعيداً عن نطاق الصراع،

وهي في ولائها العام للإسلام والأصالة لا تصنف في القلة العلمانية بأنواعها،

ولا تتبع أيديولوجية النظام العسكري ولو لم تكن على النموذج المتخيل لدى عامة «الإسلاميين».

هذا الحل يتمثل في حرص هذه الفئة من المسلمين على التفوق علمياً ومهنياً،

واقتحامها لكل المجالات المناسبة لترسيخ عقيدتنا وثقافتنا كأمة؛

خاصة ما يتجنبه المتدينون التقليديون دون داع أحياناً؛ كالرياضات المشروعة ومجالات الأدب المتنوعة ونحو ذلك.

ويستلزم الأمر التزامها بهذا الهدف في كافة مناشط الحياة خارج مؤسسات العمل والدراسة،

ومن مظاهر ذلك على سبيل المثال؛ الحديث بالعربية الفصحى، وتعليمها لأبنائهم مع القرآن وعلوم الشريعة في الكتاتيب الحقيقية أو التعليم الإلكتروني عن بعد.

والتزام المسلمات من هذه الفئة بالملابس المحتشمة؛ ولا أعني النقاب ولا الحجاب بصورته النمطية على الضرورة.

وكذلك تجنب الرجال للباس الغربي قدر الإمكان، والتزام الملابس الشعبية المناسبة للبيئة «كالجلابية المصرية» التقليدية في مصر مثلاً،

بعيداً عن استفزاز الشعور العام بالملابس المستوردة من بيئات أخرى كالغترة والعقال والذي استمر لعقود، وغيرها من أمور تتضح بالأمثلة السابقة.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر