لقد تأملت طويلا في قوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة}.

وقرأت تفسيرها في غير مرجع وظهر لي أن علو غيرنا علينا ربما قطع الطريق على إثبات الحق للحق وأعان على انتصار الباطل.

ولقد وثقت فينا شعوب مسلمة ورأتنا نحن المسلمين من أصحاب اللسان العربي أقرب منهم إلى الله فأنزلونا منازل سامية حسن ظن منهم بحالنا.

وهذا هو عين الفتنة التي يجرها الأغرار الذين لا يتواضعون لله ولا يخفضون جناح الرحمة لإخوانهم ولا يبادلونهم إكراما بإكرام.

وهم إذ يحملون من يحملون فوق الرءوس يترجمون عن خلق نبيل ومحبة لله ورسوله ودينه، ونحن إذ لا نخفض الرأس تواضعا ونطامن الظهر ادبا ونسجد لله بالفعل والسلوك شكرا لله نكون قد انخفضنا عن الرتبة التي أنزلونا فيها وخذلنا مواريث القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك قد فعله نفر غير كريم ولا أمين من بني لساننا وجلدتتا!

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا تجعلنا يا ربنا فتنة للذين كفروا ولا للذين آمنوا!