د. سعد مصلوح

{ويوم يقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون}

كنت في رحلة بالطائرة من القاهرة إلى موسكو عام ثلاثة وسبعين من القرن الماضي.

وقدر لي أن يكون جليسي في الصف نفسه بعد الممر صحفي ماركسي معروف ومخضرم كان يعمل في جريدة الجمهورية، وإلى جواره امرأة نَصَفٌ على مذهبه من الضلال، وقد أنسيت اسمها. 

حلقت بنا الطائرة الروسية فوق البحر الأسود، وكان الجو شتاء فإذا «المطبات الهوائية» تتلاعب بالطائرة على نحو خلع القلوب.

وعلا عجيج الناس وهم يجأرون  بالدعاء، وإذا المرأة تطلق صرخات الاستغاثة وهي تقول: «يا رب!! يا رب!!. رجعني لأولادي يا رب…»

فراح الشيخ الفاني يهدئ من روعها وهو زائغ البصر، وعنده  من الرعب والفزع أضعاف ما  عندها؛

قائلا: «جرى إيه يا مدام؟ أمال فين  المادية الجدلية؟ أمال فين الدين أفيون الشعب؟».

قلت: سبحانه من قائل : {بَلْ إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}

من د. سعد مصلوح

أستاذ في اللسانيات والنقد