د. صالح الرقب، أستاذ العقيدة، بالجامعة الإسلامية، فلسطين

عرض التلفزيون الإسرائيلي في سنة 2000م، فيلماً وثائقياً أشار إلى أنّ المسجد الأقصى المبارك سينهار في أعقاب زلزال سيضرب المنطقة في مدة لا تتجاوز السنتين، وممّا سيساعد في عملية الهدم الحفريات المتعددة أسفل المسجد والتي تؤثر بشكل مباشر على أساساته، ومن الجدير بالذكر أنّ علماء الجيولوجيا اليهود قد أكّدوا أنّ المنطقة تعد من المناطق النشطة لحدوث الزلازل.

وقام الخبراء الجيولوجيون اليهود ووسائل الإعلام الإسرائيلية بتهيئة الأذهان لحدوث الزلزال المزعوم- المرتقب- لهدم المسجد الأقصى وبيان ذلك:كنت تتبعت أخبار هذا الزلزال، وكتبت عنه- وذلك في خريف 1998م( )- قبل عرض التلفزيون الإسرائيلي لهذا الفيلم الوثائقي المزعوم وممّا كتبته وقتها ما يلي:-

1- أذاعت وسائل الأعلام الإسرائيلية (الراديو،التلفاز،الصحف العبرية) في الأسبوع الثاني من شهر مارس 1997م

هذا الخبر: أظهرت دراسة أعدّها البروفيسور شموئيل فريدمان من معهد الهندسة التطبيقية والدكتور آفي شبيرا مدير معهد الأبحاث الجيولوجية من أن زلزالاً قوياً سيضرب مناطق إسرائيل المحاذية لنهر الأردن–لاحظ قرب المنطقة من القدس- ويتوقع الدكتور شبيرا أن الزلزال ستفوق شدته ست درجات على سلم (ريختر)

ودعا شبيرا إلى اعتماد معايير أكثر ملائمة في بناء الشقق السكنية والمؤسسات العامة، لمقاومة أثر هذا الزلزال،

ويتوقع البروفيسور فريد مان أن تكون النتائج مأساوية على سكان إسرائيل واقتصادها،

حيث ستكون خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، واستبعد القدرة في تخفيف الأضرار الناجمة عن الزلزال.

2- أذاعت وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم13/10/1997م الموافق11 جمادى الثانية1418هـ هذا الخبر:

«قال ميخائيل باييت– مدير دائرة علوم الأرض في وزارة البنى التحتية القومية الإسرائيلية- في مذكرة داخلية أرسلها إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي:

إنّ هزّة أرضية ذات قوة شديدة قد تحدث في إسرائيل.

وأنّ مركز الهزّة المتوقعة سيكون على امتداد جرف وادي الأردن –البحر الميت- أو جرف جبل الكرمل شمال إسرائيل».

وفي مذكرة أخرى رفعت لرئيسة لجنة الكنيست لشؤون البحث والتطوير العلمي والتكنولوجي النائبة داليا ايتسك حذّر فيها الخبير الإسرائيلي من الدمار الكبير والضحايا الكثيرين، الذين سيكونون بعد وقوع هذه الهزة الأرضية.

وأكّد مدير المركز البيولوجي الإسرائيلي جدعون شتانيتس أنّه في ضوء الدلائل التاريخية والمعطيات الجيولوجية فإن إسرائيل عرضة بالفعل لهزة أرضيّة قويّة، وأنّه ليس متاحاً بالوسائل الحديثة المتوفرة رصد الموعد المحتمل لهذه الهزّة أو مكانها الدقيق.

– لقد بثّت القناة العاشرة الصهيونية مساء الثلاثاء 5/7/2005م تقريراً وثائقياً بعنوان “سلام من الهيكل” كشف تصاعد حمّى بناء الهيكل والاستعدادات التي تقوم بما منظّماتٌ ومجموعات صهيونية لبناء الهيكل الثالث المزعوم بأسرع وقتٍ ممكن، والتجاوب الذي تلقاه هذه الفكرة من قِبَل بعض الساسة وأعضاء الكنيست الصهاينة. وقد عُرِض الفلم الوثائقيّ بنوعٍ من الدراما الفكاهية، ومن أهمّ ما جاء في التقرير أنّ كلّ الاستعدادات جاهزة للبدء ببناء الهيكل الثالث وهم بانتظار إيجاد أو ظهور ما يسمّى بـ«البقرة الحمراء» للمباشرة ببنائه، وهم ينتظرون بفارغ الصبر ظهور «المسيح المخلّص».

     واستعرض من خلال مقابلاتٍ أجراها الصحافي”أريك زيلبرمن” مع شخصيات دينية وسياسية وأعضاء منظمات متخصّصة في بناء الهيكل، أهمية بناء الهيكل بالنسبة للشعب الصهيوني، والمخطّطات والاستعدادات الجارية لبناء الهيكل، وتضمّنت هذه اللقاءات حديثاً مع «يسرائيل كوهين» مدير عام منظمة «ريفافاه»، و«هيلل فايس» رئيس منظمةٍ تُعرَف باسم(أحرار المعبد)، و«تسبورا فلتس» من منظمة «نساء من أجل الهيكل»، وعضو الكنيست «يولي أدلشتين» و«أرييه الداد» والذي أكّد أنّ الهيكل الثالث سيُبنى حتماً.

الزلزال المزعوم في التفكير اليهودي قبل عرض الفيلم:-

1- في 27 يونيو 1967م: عقد في القدس مؤتمر لحاخامات اليهود في العالم ناقشوا فيه موضوع القدس والهيكل، وطالب الحاضرون حكومة إسرائيل بالإسراع في عملية إعادة الهيكل الثالث. فقال لهم وزير الأديان الإسرائيلي حينئذ د. زيرخ فرهافتك:”أنا لا أناقش أحداً في أن الهدف النهائي لنا هو إقامـة الهيكل، ولكن الأوان لم يحن بعد، وعندما يحين الموعد لا بد من حدوث زلزال يهدم الأقصى، ونبني الهيكل على أنقاضه”.

2- في 4/8/1967م أجرت التايم الأمريكية –التي اشتراها اليهود عام 1981م- مقابلة مع المؤرّخ الإسرائيلي (ألداد) قال فيها:

«إن إسرائيل يجب أن تبني الهيكل في موقعه الأصلي، وعندما سئل كيف يمكن أن يحصل هذا؟ أجاب: من يعلم؟ من الممكن أن تحدث هزة أرضية أو أشياء أخرى، يمكنها أن تغير كل شيء».

3- ما صرَّح به عالم الآثار الأمريكي غوردن فرانز من ولاية نيوجرسي الأمريكية، الذي أمضى عامين في أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى وكان مقيماً في معهد الأرض المقدسة في القدس:

«يقول الصهيونيون يجب إزالة المسجد، ويقولون: إنها إرادة الله، مثل هزة أرضية سوف تدمره، أو أن شخصاً سوف يقوم بنسفه بالديناميت».

4- تصريح عضو الكنيست السيدة غؤولا كوهين– من حزب هتحيـا الصهيوني ومهمّتها متابعة ما يتعلق بالهيكل في الكنيست-: «إن الذبذبات الفورية للهزات الأرضية في المنطقة ستؤدي إلى تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة».

5- صرّح الرابي اليهودي مائير يهوذا جاتس- يعمل مفوضاً على ساحة المبكى (البراق) من قبل وزير الأديان-لمراسل صحيفة هآرتس عاموس أيلون في 28/3/1983م:

إن ساعة بناء الهيكل ستصل، وتكون كل العوامل متوفرة، وفي 1967م كانت كلّ العوامل متوفرة، ولكن لم نستغل هذا، وعندما سأله المراسل عن مصير المساجد القائمة على جبل البيت–المسجد الأقصى وقبة الصخرة-

أجاب مائير يهوذا: لا تقلق فجميعها ستختفي، وقال:الله سيهدمها، ويقوم اليهود بمساعدته بهذا…

ثم قال: والفيلم معروف..(لاحظ حديثه عن الفيلم الذي وصفه بقوله معروف)..

نقول للرابي مائير:وبطل الفيلم معروف:إنّه زلزال مصطنع..ونسف للمسجد من أسفله.ومخرج الفيلم والممثلون معروفون..والمشاهدون من الزعماء والحكام معروفون.

6- القس جيمس ديلوخ راعي الكنيسة المعمدانية في هوستن بأمريكا قال:”إنّ كلّ يهودي ممّن أعرف يريد أن يرى المسجد الأقصى،

وقد أزيل ولكنهم أخبروني أنّهم يعتقدون أنّ المسجد سوف يدمّر بأمر من الله، بهزة أرضية أو شيء آخر، بحيث إنهم لن يقوموا هم بأي عمل”.

7- يقول القس الصهيوني المسيحي هول ليدنسي في كتابه (آخر أعظم كرة أرضية):

«لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماماً أمام دور إسرائيل في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية،

وهو إعادة بناء الهيكل القديم في موقعه القديم، ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه،

استناداً إلى قانـون موسى في جبل موريا، حيث شيّد الهيكلان السابقان» يقصد مكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

8- تصريح الباحث اليهودي الأمريكي يسرائيل هوكينز في لقائه مع الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية أم الفحم يوم الأحد 16/3/1997م،

حيث قال: «يجب بناء الهيكل في أيامنا هذه بالطرق السلمية، وإلا فإنّ الدمّار الكلّي للقدس والعالم سيتم إذ مضت الثلاث سنوات ونصف السنة القادمة وأنّ اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها تخدم لفترة سبع سنوات فقط، وقد مضى منها ثلاث سنوات ونصف السنة حتى الآن».

من د. صالح الرقب

أستاذ العقيدة، بالجامعة الإسلامية، فلسطين