د. عبد العزيز كامل

اقتربنا من الدخول في أفضل عشر من أفضل شهر، لأنها تحوي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

ولهذا ؛ فيا باغي الخير.. أقبل على خير أعمالك -وهو العبادة- وخير أقوالك -وهو الدعاء- في خير أحوالك -وهو السجود-

سائلا الله تعالى أن يلهمك ويعلمك خير ما تدعو به ليجيبك إليه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول:

(اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب)

[أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي [١/٥٢٠] وتحرى ذلك في السجود،فقد

قال صلى الله عليه وسلم : ( أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).

رواه مسلم في صحيحه برقم (٤٨٢)

ومن كرامة الشهر الكريم؛ أن الله تكرم الله علينا فيه بإجابة الدعاء،

ولكرامة الدعاء نفسه، فقد قرنه الله بذلك الشهر،

فقال في أثناء حديث القرآن عن رمضان

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}. (البقرة/ ١٨٦)

وهو سبحانه يدعونا ليجيبنا، ويعيننا ليثيبنا، ولا أحب إليه من العطاء، وفي الحديث:

(إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا، ليس فيهما شيء).

صححه الألباني في مختصر العلو(٣٧)

ولأن الدعاء هو من خير أحوال العبادة في شهر العبادة، بل ( الدعاء هو العبادة)، كما صح في الحديث الذي رواه الترمذي، وصححه فيه الألباني، برقم [٣٢٤٧] ..

فإن الداعي مستفيد من دعائه في كل حال، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ:

إِمَّا أَنْ تعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّـا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِما أَنْ يصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا.

قَالُوا: إِذًا نكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ).

رواه أحمد في ( ١٧/٢١٣) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٥٤٧)

فاللهُم إِنِّا نسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كلِّهِ

عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ..

مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ..

 وَنعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ ..

 عَاجِلِهِ وَآَجِلِهِ..

 مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ..

ونسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ محمد صلى الله عليه وسلم

اللهُمَّ ونسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ..

 وَنعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ..

 وَنسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِنا خَيْرًا .

اللهم آمين