هناك علمانيون حقيقيون واعون بعلمانيتهم مخلصون لها مدركون لما فيها من معاني العداء للدين والشنآن لله ورسوله والمؤمنين..

فمقران آيت العربي لا يمكن أن يفقد البوصلة ويثق مثلا في الإسلاميين أو يقبل بأي عملية سياسية تخدم الدين أو تبذل الحرية السياسية للإسلاميين..

وهناك أشخاص ما هم بعلمانيين ولا لائكيين ولا معادين للدين بل إن بعضهم متدينون ملتزمون منذ سنين طويلة

لكنهم علمانيون بالوكالة لأنهم يخدمون العلمانيين الخدمات الجليلة ويسيرون في خططهم الخطوات الحثيثة.

اكتشف هؤلاء العلمانيون بالوكالة فجأة أن خطة الجيش الوطني الشعبي للخروج من الأزمة خطة إسلامية وطنية لا شك فيها ولا ريب في أمرها ولا غبار عليها؛

واكتشفوا فجأة أن كل المعارضين لها خائنون زواف موالون للعدو يخدمون خطة العدو الفرنسي..

وراح هؤلاء العلمانيون بالوكالة، يساعدهم في ذلك آلة التشويش والتشكيك الرهيبة التي سخرتها الدولة العميقة للتشتيت،

يشنون الهجمات الفاجرة الآثمة على العلماء والدعاة والناشطين السياسيين من كل الاتجاهات،

فقط لأنهم لا يوافقون على خطة الجيش التي تريد ان تسرق الحراك وتبقي منظومة الفساد دون تغيير إلا في بعض الديكور..

وتحول في نظر هؤلاء العلمانيين بالوكالة الدعاة إلى الله والمعارضون الذين ظلوا طوال السنين،

بل العقود يجاهدون ويجتهدون لإنقاذ الوطن من كماشة التبعية والفساد إلى خطر وممثلين لمصالح أعداء الوطن؛

وتحول بالعكس الساكتون الذين كانوا يكيلون المدائح لنظام العمالة ويغرفون من عفنه إلى وطنيين وأبطال..

الشيخ محمد حسان.. والسيسي

عندما خرج الشيخ محمد حسان من لقاء السيسي وأعلن أمام الجموع أنه وجده رجلا مؤمنا حافظا للقرآن

رأى الجزائريون في ذلك خديعة سهلة لا يمكن أن يقع فيها جزائري حر أبدا،

لكنهم لم ينتبهوا أن أصل الخديعة هو أن توكل قضيتك إلى شخص آخر ليتولاها دون ضمانات تماما كما يبيع التاجر سلعته دون ضمانات،

بحجة أن الشاري ثقة والله عز وجل يقول: ( فاكتبوه ) ولم يلتفت إلى حال الشاري وهل هو ثقة أو دون ذلك..

لم نلق في الماضي إلا الخيبات حتى نطمئن لما يأتي،

ولم تشرفنا المؤسسات على اختلافها بالسلوك الوطني السوي حتى نوكل ونفوض،

ولم تقدم لنا لحد الآن إلا خطط مضادة لما نريد حتى نقبل ونسلم،

ولسنا نصبو لبناء مملكة جديدة أو تنصيب ملك جديد عِوَض المخلوع حتى نهلل ونبايع..

والذين يريدون مثلنا وطنا حرا متحررا من ربقة العدو والفساد لا يدركون أنهم بحربهم على الحراك وأهله إنما يخدمون العدو والفساد الذي يحاربون..

وقديما قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل!

د. علي حليتيم

من د. علي حليتيم

كاتب جزائري، ومدير مركز الشهاب للدراسات والبحوث