الإصابةُ بفيروسِ كورونا ليسَ نقيصةً، والمُصابُ ليسَ مُجرماً، ولا خارجاً على النّظامِ العامِ، ونشرُ جهاتِ الاختصاصِ لأسماءِ المُصابينَ، ليسَ المقصدُ منهُ التّشهيرَ بهم، ولكنّه أمرٌ مهمٌّ؛ لتنبيهِ المُخالطينَ، وتحديدِ الخريطةِ الوبائية، وكلُّ ذلكَ يساهمُ في مُحاصرةِ الوباءِ، ومنعِ تفشّيهِ.

وعليهِ؛ فيا كرامُ، إليكم ستّاً من النّصائحِ:

(1)

التّنمّرُ على المصابٍين بفيروس كورونا، وإلقاءُ اللومِ عليهِم، أو الاستهزاءُ بهم وبذويهِم وأحيائِهم، حرامٌ وإثمٌ؛ فإنّه لا يسخرْ قومٌ من قومٍ؛ عسَى أن يكونُوا خيراً منهم، ولا يغتَبْ بعضكم بعضاً؛ أيُحبُّ أحدُكم أن يأكلَ لحمَ أخيهِ ميتاً فكرهتموهُ، والمسلمُ مَن سلمَ المسلمونَ مِن لسانِه ويدِه.

(2)

دعاءُ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابٌ، والملائكةُ تؤمّنُ عليهِ،

وتقولُ: ولكَ بالمِثلِ، فاحرصِ على الإكثارِ من الدُّعاءِ لمن عرفتَ ومن لم تعرِف من المصابينَ؛

فأنت بحاجةٍ لهذا الدّعاءِ كأخيكَ؛ لتحصينِ نفسكَ وأهلكَ وذويكَ، والدعاءُ لبُّ العبادةِ، ولا يردُّ القضاءَ إلا الدّعاء.

(3)

لا يجوزُ شرعاً لمن كانَ مصاباً بالفيروس، أو خالطَ مصاباً بِه، أن يكتمَ ذلكَ عن جهاتِ الاختصاصِ، أو يخفيَ عنهُم خريطةَ حركتِه؛

فإنّ ذلكَ أثرةٌ مذمومةٌ، وأنانيّةٌ ممجوجةٌ، فيهِ فتنةٌ عامّةٌ، وبلاءٌ قد يصيبُ المؤمنينَ.

(4)

ليسَ من المروءةِ ولا من الأدبِ، أن يلاحقَ النّشطاءُ كلَّ حادثٍ أو مصيبةٍ، بقصدِ التقاطِ صورِ المصابينَ دونِ علمِهم،

أو موافقتهِم؛ بقصدِ حبّ الظُّهورِ، وتحقيقِ السّبقِ الصّحفيِّ، فلا تؤذوا المسلمينَ، ولا تتّبعوا عوراتهمِ.

(5)

ليسَ من المُناسبِ أن تبادرَ العائلاتُ لتصديرِ البياناتِ عندَ اكتشافِ أي إصابةٍ في أحدِ أبنائهَا، أو أخذِ عيّناتٍ للفحصِ،

وكأنّ الأمر أضحَى متعلّقاً بالأمنِ القوميِّ للبلدِ؛ فإنّنا ما عهدنَا إصدارَ البياناتِ،

ولا إطلاقَ التّصريحاتِ، إلّا في المناسباتِ الوطنيّةِ الكبرَى، والقضايا السياسيّةِ المصيريّةِ!

(6)

لا مسوّغَ لإطلاقِ الطّرَفِ السّمجةِ، والنّكاتِ الفجّةِ، التِي تتضمّنُ استهزاءً بالمرضِ، أو اعتراضاً على قضاءِ اللهِ وقدرِه، أو تشاؤماً؛

فإنّها تشِي بضَعفِ الإيمان، والأصلُ بالمؤمنِ أن يزيدَ تعلُّقُه بالله، وفرارُه إليهِ عندَ البأساءِ والضّراءِ.