-١-

من معالم شهر رمضان ليلة القدر

ولقد احتفي القران الكريم بفضلها في سورة كاملة سميت بسورة القدر

كذلك احتفت بهاالسنة النبوية ، وذلك في قول النبي صلي الله عليه وسلم :

من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

ومن السنة العملية ما روي ان النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله…وكان إذا دخل رمضان يجتهد في رمضان مالايجتهد في غيره ، وفي العشر الأواخر منه مالايجتهد في غيره.

كذلك تضافرت الأحاديث والأخبار علي انها في العشر الأواخر وأنها في الوتر من الليالي ، ومنها ماروته السيدة عائشة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:

تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ..

ولقد كان من حكمة الله تعالي ، ورحمته بعباده،ان جعلها غامضة مبهمة في العشر الأواخر من رمضان ، ليتحراها المسلمون وتعلو همتهم ، ويشتد طلبهم ، ويحيوا الليالي الاخيرة كلها بقيام وعبادة ودعاء..

 -٢-

والسؤال المطلوب الإجابة عليه هو:

كيف نحتفي اليوم نحن المسلمين بليلة القدر؟

اولا : ان الاحتفاء بها يأتي استجابة لما صنعه القرآن والسنة ، كما ان الاحتفاء لا يكون الا لشيى ذي قدر ومنزلة ومكانة..

ولاشك أن ليلة القدر تستمد منزلتها ومكانتها من انها كانت الزمن الذي اختاره الله تعالي  لنزول القران الكريم فيه فقال تعالي (انا أنزلناه في ليلة القدر)

والمراد ان نزوله قد بدأ في هذه الليلة ، وكان من حكمة الله ان يتضمن القران بيانا خاصا بزمن نزوله

إذ أن حدثا بهذا القدر ما كان للبشران يتعرفوا عليه الامن خلال القران نفسه .

 -٣-

ثانيا: لقد أشارت سورة القدر الي امرين في غاية الأهمية هما: نزول الملائكة الي الارض، وانتشار الروحانية (تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم)

ومع انتشار الملائكة وانتشار الحالة الروحانية،  يتحقق السلام لاهل الارض،

ولا يشعر بكل ذلك الا من احيوا ليلة القدر ..

ثالثا:ان الاحتفاء بليلة القدر هو احتفاء بالمعاني والقيم التي تضمنتها اوتنزلت فيها وليس بمجرد القراءة والدعاء والصلاة؛

إذ ما قيمة القراءة والدعاء والصلاة اذا لم يعقبها تكريم وتقدير لهذه المعاني وتلك القيم .

يتبع …

د. محمد قاسم المنسي

من د. محمد قاسم المنسي

أستاذ الشريعة الاسلامية، ووكيل كلية دار العلوم السابق بجامعة القاهرة