من الأمور التي تلفت النظر في الآونة الأخيرة استخدام التليفون المحمول في حياتنا  وهيمنته علي وقت الإنسان وحياته، حيث وصل الأمر في بعض الحالات إلي حد الإدمان مما يؤثر سلبا  علي وقت الإنسان وأدائه للعبادات في شهر رمضان.

 فمنذ دخول التكنولوجيا في حياتنا بدأت  تتوغل شيئا فشيئا حتى وصلنا إلي ما نحن فيه اليوم حيث فرضت  سلطتها علي كل شيء تقريبا..

وكان من أخطر أدواتها (التليفون المحمول) الذي قلب حياة الإنسان رأسا علي عقب فصار اقرب إليه من ظله، وخلق صورة جديدة للرق هي استرقاق الآلة للإنسان واحتلاله.. أعني استرقاق العقل والمشاعر بل والخيال..

الإنسان «شيء» كسائر الأشياء

إن أخطر ما فعلته المدنية الحديثة بالإنسان أنها حولته إلي «شيء» كسائر الأشياء

فلم يعد يختلف كثيرا عن المقعد الذي يجلس عليه أو الأدوات التي يستعملها…

ومن هنا بات من الضروري أن نواجه هذا(الإخطبوط) اقصد المحمول بعدد من الحلول كي نسترد شيئا مما ضاع واستلبه  منا هذا الجهاز الخطير..

ومن هذه الحلول:

1- تحديد عدد ساعات استعمال هذا الجهاز ويفضل أن يتم إغلاقه ليلا تجنبا للإصابة بأضرار متعددة.

2- تحديد المرحلة العمرية التي نسمح فيها  باستعمال هذه الوسيلة وتحديد كيفية الاستعمال.

3- استبعاد المحمول أو غلقه عند أداء العبادات وخاصة الصلاة.

4- تقليل استخدام التليفون في شهر رمضان من باب الاحترام لمكانة هذا الشهر الكريم.

5- متابعة الآباء لأبنائهم في عدد ساعات استعمال المحمول والسعي إلى تقليلها تدريجيا.

خطوة نحو تنظيم استعمال التليفون

إذا لم نقم بخطوة أو أكثر في اتجاه تنظيم استعمال التليفون في حياتنا فإنه سيقوم بدور كبير في تخريب العقل

وتدمير الإرادة وإخراج أسوأ ما في الإنسان وسوف تكون مسؤوليتنا كبيرة أمام ضمائرنا وأمام الله تعالي.. وعندئذ لا نلوم إلا أنفسنا

د. محمد قاسم المنسي

من د. محمد قاسم المنسي

أستاذ الشريعة الاسلامية، ووكيل كلية دار العلوم السابق بجامعة القاهرة