الفوضى الأخلاقية التي يتبناها الغرب الآن ويجتهد في فرضها على الإنسانية، شانها مخيف وخطورتها أبعد من الحروب الدامية.

هذه الفوضى الأخلاقية، ليست مجرد أهواء منفلتة أو سُعار شهواني أو تحرر من ثوابت أو انتكاس للفطرة،

هي كل ذلك طبعا، ولكنها فوق هذا مشروع مؤسسي، هندَسَته كيانات كبرى لها أذرع مالية وسياسية وإعلامية نافذة.

أمامنا -نحن المسلمين- أسئلة ملحة لا تحتمل الانتظار:

هل نستسلم أم نقاوم؟

هلْ نقاوم بتفنيد أخطار هذه الفوضى فقط؟ أم ندعو لنهضة وحصون أخلاقية؟
ما هي ضوابط حوارنا وخطابنا مع المسلمين الذين ذابوا أو تلاشوا في دوامة هذه الفوضى الأخلاقية؟

ما هي السنن الإلهية في التصدي لهذه الهجمة الشرسة؟

وهل توجد في ثنايا السيرة النبوية المطهرة مواقف مشابهة؟ أو في زمن الراشدين؟

هل يمكن استدعاء تجارب تاريخية لغيرنا؟ مثل المزدكية الفارسية وتبني الدولة لها، ثم القضاء عليها؟

مَن مِنا يكون رأس الحربة؟ أم تعدد الرؤوس أولى وآمن وأكثر فاعلية؟

هلْ يمكن تحديد خصمنا؟ أو تحديد العقل المحرك؟ وهل يمكن اختراقه فكريا؟

هل يمكن تصور خارطة طريق للمسلمين المقيمين في الغرب؟ مع الأخطار المحدقة بأولادهم؟

هلْ مقاومة الإنجيليين البيض في أمريكا يمكن أن تجعلهم حليفا محتملا؟

التعليم ومنصات التواصل من أهم أدوات هذه الفوضى، فكيف نؤمن صغارنا وشبابنا من هذا الوباء الجارف؟

إذا عندك فكرة أو مساهمة في أي من الأسئلة السابقة، فرجاء لا تهملها، بل حاول أن تقدح ذهنك بها،

ثم حاول أن تنضجها وتناقشها وتسعى في إقامتها.

الحق أقوى وأثبت وأبقى،

ومنصور ومؤيَد.

من د. محمد هشام راغب

عميد الدراسات القرآنية - جامعة مشكاة