شركة أفلام الصراحة تقدم بكل وقاحة، لرابع مرة في تاريخ الانتخابات المصرية، الفيلم الذي سيهز مشاعركم، ويقص أظافركم، فيلم تمتزج فيه الدموع بالبسمات، والبلح الحياني بالأمهات،

فيلم الصراع بين الخير والشر، والبرد والحر، وبورسعيد ورأس البر، فيلم القتل والدماء، والموسيقي والغناء؛

إن شركة الصراحة لتفخر أن تقدم هذا الفيلم الذي فاز بالجائزة الأولانية في مباراة الاستغفال الدولية،

فيلم العظة والعبرة، والجهل وعدم الخبرة، الفيلم يعالج مشكلة من أدق المشاكل القومية، وهي ضياع الديمقراطية ودفن الحياة السياسية الحزبية بسبب الكوسة والملوخية.

على طريقة الفنان منير مراد استقبلت آخر أخبار الحوار الوطني، وسامحوني،

فهناك من الأحداث ما إن أخذه المتابع للأخبار على محمل الجد، ربما سيصبح نزيلا في عنبر العقلاء بمستشفى الأمراض العقلية.

هذه الأيام، تحتفل حاشية الخديوي الخطير بإنعامه عليها في فرمانه الأخير، بسماحه لسلطته القضائية، الشامخة المنزوعة الاستقلالية، بالإشراف على تنصيبه الأساسي، للقيام بدوره الرئاسي،

بعد أن نظر بعين العطف لتوسلات رجال البلاط، ولمس حنان قلبه التماسات شعبه الزياط،

وكان من قبل قد أصدر الأوامر، باستدعاء معارضيه من المقابر، وقبَلهم أثناء العشاء، رغم شعوره بالاستياء،

وأمر بحذاء موسى مصطفى، وأيقظ من منهم قد غفا، وقال من سيناسبه المقاس، سأعلي شأنه بين الناس،

فغضبوا جميعا دون هوادة، وطالبوه بلون غير لون البيادة، فهذا اللون غير مبهج، لذا اقترحوا عليه لون البنفسج.

سأحاول أن أتناول الموضوع بشكل جاد؛ في مارس الماضي، أثار رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات تساؤلا عن استعداد القوى السياسية والحزبية وجماعة مثقفي مصر للدفع بمرشحين على قدر من المسئولية والكفاءة لانتخابات الرئاسة في مصر، مشيرا إلى انتهاء صلاحية رئيسه؛ وبعدها توالت التصريحات.

مرحلة شعبية الرئيس انتهت و«الأجهزة عارفة»

قالت جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور إن التغيير أصبح حتميا،

وصرح كمال أبو عيطة عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة بأن مرحلة شعبية الرئيس انتهت و«الأجهزة عارفة»،

وأضاف أحمد الطنطاوي العضو المستقيل من حزب الكرامة أن المعارضة يجب أن تقدم بديلا مدنيا ووصف السلطة الحالية بأنها فاشلة.

حقيقة لا أدري من أين اغترفت الشخصيات اليونيوية المعارضة هذا الكم من الشجاعة للقيام بجريمة الطعن في الذات الرئاسية التي راح ضحيتها آلاف وآلاف من المواطنين والسياسيين!

ولا كيف تسامح معها نظام يعتقل أفراد شعبه بسبب حوار مع زميل أو جار، أو منشور على فيسبوك!

تحت ضغط علو الاشتراكية البايدنية، كان على المنقلب أن ينحني للريح، ويسمح بظهور محدود للمعارضة ليثبت جدية حواره الوطني، وليضفي على استمراره في السلطة -رغم أنف الجميع- شرعية مرقعة.

لا أتعجب من أداء الزعيم الواضح المحدد الأهداف والمقاصد،

ولا أندهش من تعلق قوى احتكرت وصف المدنية الحرة المثقفة الزاهدة النقية،

بنظام منقلب شاركته شرف حماية الشعب الجاهل الساذج الفقير من اختياراته غير المسئولة،

وقررت مع الملهم أن تمحو اختياراته وتستبدلها باختياراتها، ويا زين ما اختارت! فقط تذهلني مناقشاتها «الجادة»

ومن تبعها من منقلبي الحركة الإسلامية حول إمكانية حدوث انفراجة على الصعيد السياسي كنتيجة لجلسات الحوار الوطني!

الترويج للاصطفاف بين أطياف المعارضة!!!

عندما روجت قنوات -حسبت على التيار الإسلامي خطأ رغم تبرؤها منه- أنها تسعى لاصطفاف بين أطياف المعارضة، وصفت دعوتها بأنها تروج لوهم،

فمن انضموا لمعسكر الجيش كانوا في كامل قواهم العقلية، ويفخرون إلى اليوم بمشاركته الميدان في يونيو،

ومازالوا مصرين على السقوط في جحيمه حتى آخر درك،

وما مشاركتهم في الحوار الوطني إلا محاولة بائسة منهم للاحتشاد في بقعة ضوء لا تمنح دفئا ولا تلفت نظرا،

ولتسول فتات حرية لا تسمن ولا تغني من جوع.

من نفس المنطلق، ألفت النظر إلى أن المنقلب لم يصل إلى الحكم بضربة حظ حتى يتنازل عنه بهذه البساطة!

فالرجل قاد الطرف الثالث أثناء ثورة يناير، وقاد ثورة التجديد داخل الجيش،

وانقلب على مبارك، ثم عاد وانقلب على مرسي، ومن أجل هدفه ذبح وأحرق، وسجن وعذب.

لا أدري لماذا يتجاهل الجمهور كلمات واضحة مقصودة تلفظ بها الفريق، فقد قال وقت ترشحه: «أنا عذاب»،

وقال عندما أمسك بزمام الحكم: «من سيقترب من مصر سأخفيه من على وجه الأرض»، هل هناك رسائل أوضح من هذه؟

غرقوا جميعا في مستنقع الانقلاب حتى الأنوف

الزعيم وجيشه وشرطته وقضائه وبرلمانه ومؤسساته وقواه المدنية غرقوا جميعا في مستنقع الانقلاب حتى الأنوف، فلا هو يستطيع التراجع عن جرائمه،

ولا هم يجرؤون على الاعتراف بمشاركتهم في ما آل إليه مصير البلاد والعباد؛

الأمر أشبه بمن ينضمون لعصابات المافيا، طالما انغمسوا، لا يمكنهم الفرار،

لذلك لا تملك الزعامات الحزبية المعارضة-المؤيدة، سوى أن تستجيب لنزوات النظام ورغباته وانتخاباته.

عندما تقترب الحرب يشعر المواطن وكأنه يسمع طبولها، كما تؤثر فيه الأغاني الوطنية

عندما يحين وقت اتخاذه قرار اختيار من سيتحمل هموم بلاده، لكني كلما حان وقت انتخابات الرئاسة منذ 2013،

لا يتردد  في رأسي سوى صدى كلمات أغنية عزيز عثمان عندما كان يقول: الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلى يمامة،

هي كانت فين عنيكي يا يمامة لما دورتي بإيديكي ع الندامة، اترك البلبل يا خيبة، كل ده يجرى عشانه اللي لو خبى ف ودانه جوز أرانب لم يبانوا،

«بطلوا ده واسمعوا ده».