كثيرًا ما يتردد هذا السؤال، ما هي العقيدة الأمريكية في قيادة العالم؟

 

وللإجابة على السؤال سالف الذكر، لابد ان نتعرف على استحقاق القيادة للمحفل الصليبي في المنظومة الدولية، وهو قائم على أمرين:

 

1️⃣ التزامات القوة:

 

ويتعلق به مفهوم الحماية كحماية أمريكا لأوروبا وحماية روسيا لأرمينيا وحماية فرنسا الأقليات المسيحية.

 

2️⃣ شرعية الاستحقاق القيادي:

 

وهو ذو شقين عقيدي وتاريخي، وهما متعلقان أساسا بمن كان له الدور الأكبر في:

 

1️⃣ تفكيك المسألة الشرقية (الخلافة الإسلامية).

 

2️⃣ هزيمة الصليب المعكوف في ألمانيا.

 

لكن أمريكا كدولة بروتستانتية ليس لها تاريخ صليبي كأوروبا أو روما الثالثة (روسيا) الأرثوذكسية.. الذين يرون البروتستانت ليس فقط زنادقة إنجيليين، ولكن أيضا عديمي الشرعية العقيدية في القيادة.

 

بعد أن تفردت أمريكا بالقطب الواحد.. تململت الكتل الصليبية واستغلوا أيضا الكتلة الشركية كالصين.. ليمرروا رسالة واقعية أن أمريكا ستفشل لأنها لا تمتلك الشرعية العقيدية.. صحيح شاركت في هزيمة ألمانيا لكن ليس لها رصيد في تفكيك الخلافة الإسلامية وبالتالي ليست صاحبة استحقاقات تاريخية.

 

ومن هنا جاءت الهوليود العسكرية برسم حدود لدولة إسلامية أكبر من حجم بريطانيا فتحوا لها الموصل وانهارت حدود سايكس بيكو.. طبعًا كل ذلك تحت أنظار الأقمار الصناعية الثلاثة والثلاثين.

 

ثم جمعت حملة صليبية جديدة تحت الحلف الدولي لمحاربة الإرهاب.. وفتحوا خلافة داعش.. لكن دون الزنادقة الأرثوذكس هذه المرة.. وتجاوزوا العقدة التاريخية والشرعية العقيدية.

 

وهاهو الكوبوي الأمريكي الآن في رصيده احتلال بغداد رمز الخلافة العباسية العربية والدولة الإسلامية الجديدة.. زعموا واحتلوا أفغانستان العقدة التاريخية للبريطانيين فهم الشعب الذي قهر الانكليز.. ولم يستطيعوا احتلاله.

 

ومن يدري ربما أيضا يهدفون ويخططون لفتح القسطنطينية.. إسطنبول.. آخر عاصمة للخلافة الإسلامية.. ويسحبون حلم روما الثالثة من الأرثوذكس الروس الزنادقة باختصار شديد.

من رضا بودراع

كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية