حوار: عايدة بن عمر

أوضحت «رفاه المهندس» في حوارها لـ«جريدة الأمة الإليكترونية» أن مظاهرالنسوية الضاربة في المجتمعات ليست وليدة طارئة نتجت عن مظلومية مجتمعية ذكورية تجاه الأنثى،

لكنها في الحقيقة حرب منظمة مدبرة لتقويض المجتمعات المتماسكة من خلال المرأة والأسرة وستفضي في نهاية المطاف إلى الالحاد والانحلال  والخراب 

وثمنت عاليا دور المرأة السورية سواء في الثورة السورية وفي بلدان اللجوء

حيث قدمت ومنذ اليوم الأول للثورة نموذجا فريدا في الشجاعة والإقدام، ومواجهة إجرام نظام الأسد القاتل..

فضلا عن النماذج الفريدة التي قدمتها الأسر السورية في بلاد اللجوء بشكل عكس ابداع السوريين وقدراتهم العالية التي تفوقت في كثير من الأحيان علي أبناء البلاد الإصليين

وأشارت رفاه المهندس إلي الدور المهم الذي لعبته مؤسسة أمان في أغاثة المتضررين من الزلزال

فضلا عن دورها الأهم في  فتح المعابر ودخول المساعدات الأممية للداخل السوري بشكل سريع،

في حين  كان من المعيب جداً أن تصل أول قافلة من الامم المتحدة ثامن يوم من حدوث الزلزال

الأمة في حوار مع رفاه المهندس

الحوار مع الأديبة السورية ورئيس مؤسسة الأمان للأعمال الخيرية تطرق لقضايا عديدة نسردها بالتفصيل في السطور التالية.

♦ كيف تقيمن  واقع المرأة العربية الراهن على مستوى الحقوق والحريات؟

•• لايخفى على أحد أن الواقع السياسي المر الذي تمر به أوطاننا من مشرقها الى مغربها قد حاصر تطلعات شعوبنا إلى أشواقها بنيل كرامتها بين أمم الأرض وعلى أراضيها وبمقدراتها التي وهبها الله إياها،

واقع المرأة العربية مُر وحرمانها من حقوقها وراء موقعنا المتأخر في المجتمع الدولي

وقد رسخ هذا الواقع تضعضعاً في بنية المجتمعات  وانقلاب موازين الحياة الأسرية

الذي أثر سلبياً على دور المرأة ومزق وظيفتها إلى تحمل أدوار متعددة إضافة إلى دورها كزوجة وأم تحمل وتنجب وترضع وتربي

و قد كانت هذه الأدوار كافية لتستنفد طاقتها وقدراتها فكيف بها وقد طافت بمدن الارض تبحث عن ملاذ سياسي اقتصادي أسري تأمن الى ظلاله.

ومن هنا قدمت أكثر من واجباتها اللازمة لدورها بينما حرمت من حقوقها تبعاً للخلل السياسي الاقتصادي والمعرفي الطارئ 

بل و حرمت من أبسط حقوقها في الأمن وثبات الدخل و التعليم هي  وأطفالها 

وحرمت من أمنها  في وطن لا تسوده الطوارئ أو الاحكام العرفية أو الاعتقال والاختفاء القسري

دون أدنى امتلاك لأبسط الحقوق المدنية تبعاً لهوى الظالم المستبد المتحكم.

المرأة العربية ومشاريع النسوية 

المرأة العربية ومشاريع النسوية الجارفة هل لديكم رؤية أو تصور لمواجهتها أو الحد من آثارها؟

•• قد يظن بعض السذج أن النسوية الضاربة في المجتمعات إنما هي وليدة طارئة نتجت عن مظلومية مجتمعية ذكورية تجاه الأنثى،

لكنها في الحقيقة حرب منظمة مدبرة لتقويض المجتمعات المتماسكة من خلال المرأة والأسرة وستفضي في نهاية المطاف إلى الالحاد والانحلال والخراب،

النسوية حرب منظمة مدبرة لتقويض المجتمعات المتماسكة من خلال المرأة والأسرة

لذا كان لابد من السعي لايجاد تحالف نسائي عالمي ينشر العلم ويضع الخطط

لصد هذه الحرب  من خلال روابط العلماء وكل المؤسسات  المعنية بالأسرة والمرأة والشباب،

وقد نظمنا العديد من الدورات المتوالية لتوعية الشابات والزوجات والأمهات،

ولابد من ايجاد خطوات أسرع وخطط أوعى لتدارك مايمكن تداركه ليس مجازاً أن نقول بأن المرأة هي صانعة الأبطال بكل دقة وأمانة.

♦ كيف تقيمين دور المرأة السورية خلال المراحل التي مرت بها الثورة؟

•• منذ اليوم الأول للثورة من ثمانينات القرن الماضي الى زمن ثورتنا في أوائل القرن الواحد والعشرين

كانت المرأة السورية بوعيها وإقدامها وثباتها وتضحياتها و صمودها مناراً في الظلمات و مشكاة في الحالكات.

انتصار الشعب السوري علي نظام الأسد القاتل ضرورة حتمية  وتجاهل عقاب المجرم فضيحة مكتملة الأركان

وقد قامت في الميادين بحجابها وسمتها الرزين لتعبر عن إرادتها رغم السجن والقتل والتعذيب والاغتصاب والتشريد والتهجير هازئة بدنيا فانية ومتاع زائل .

وقد لاقت من صنوف الابتلاءات ما لايخطر ببال في كل ظروفها وأحوالها.

وهي اليوم تمتحن بفقد على فقد وكرب على كرب وابتلاء فوق ابتلاء في كل ما أصابها في الشمال السوري والجنوب التركي من زلازل وخراب كان الله في عونها وثبتها.

المرأة السورية في دول اللجوء

المرأة السورية في دول اللجوء كيف توازن بين الاندماج والحفاظ على الهوية الوطنية من لغة ودين ومنتوج حضاري؟

•• عندما هجر الناس إلى دول اللجوء والمنافي كان الهم الأول لمن هاجر أن يلمّ شعث أسرته وأهله الأقربين في مكان آمن مناسب،

يتيح لهم رزقاً حلالاً طيباً وتعليماً لأبنائهم يفي ولو بالحدود الدنيا لآمالهم وتطلعاتهم،

المرأة السورية قدمت من خلال الثورة نموذجا فريدا في الشجاعة والإقدام

 والكثير من الناس دفعوا أرواحهم ثمناً للوصول إلى أرض تعترف بحقهم الإنساني في العيش الكريم.

وقد لفتت الأسر السورية المهجرة أعين العالم كله على قدر كبير من التميز في كل منحى من مناح الحياة، وبأبسط المقومات والمقدرات،

وقد تقاسم الآباء والأمهات الأدوار في حمل المسؤولية في عالم جديد ولم تقف المرأة متفرجة أبداً

بل خاضت كل مخاضات السعي لحمل العبء وقد تكون وحيدة كذلك إلا أن النماذج الرائعة بهرت العالم أجمع في كل مجتمع نزلوا فيه

وتعلموا لغته وأبدعوا في مدارسه وجامعاته وحازوا على مراتب عليا متجاوزين أقرانهم من أهل البلد هذا أو ذاك،

وفي الصناعة والتجارة كذلك لكن الأمر لايخلو من بعض الصور المؤلمة التي ذاب فيها البعض تماماً في المجتمع الثاني

وأسباب ذلك كثيرة أكثرها يرجع إلى شدة الصعوبات التي واجهوها في سبيل الوصول الى بر الأمان.

زلزال حلب

♦ بما أنكم ترأسون مؤسسة الأمان للأعمال الخيرية والتربوية..

هل تلخصين لنا البرامج التي قمتم بها بعد كارثة الزلزال؟ وماهي رسالتكم للمجتمع الدولي؟

•• كان عملنا يتم على مستويين رئيسيين:

المستوى الأول هو المستوى الإنساني والإغاثي  الطارئ،

مؤسسة الأمان لعبت دورا مهما في إغاثة ضحايا الزلزال والمساهمة في فتح المعابر ووصول المساعدات للدخل السوري أبرز انجازاتها

فقد أطلقنا حملة استجابة طارئة انسانية استهدفنا فيها المناطق الأكثر تأثراً بالزلزال فقد قمنا بتوزيع الوجبات الطعام  لكل المتضررين من جراء الزلزال وعلى عمال الانقاذ وفرقهم المتنوعة

وأيضاً توزيع الألبسة الشتوية وإقامة مخيمات مأوى لمن فقد منزله،

وتوزيع السلل الإغاثية على العائلات المحتاجة والمتضررة  ومازال العمل قائما حتى هذه اللحظة 

♦ وماذا عن المستوي الثاني؟

•• المستوى الثاني وهو الأهم المناصر لفتح المعابر ودخول المساعدات الأممية للداخل السوري

فقد كان من المعيب جداً أن تصل أول قافلة من الامم المتحدة ثامن يوم من حدوث الزلزال

لقد تم توجيه رسالة خاصة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني السورية إلى الأمم المتحدة تطالبهم أن يفتحوا كل المعابر بدون استثناء.

وأن لا ينتظروا موافقة النظام على ذلك

♦ كيف تقيمن التحديات التي تواجه مؤسسة الأمان للأعمال الخيرية والتربوية؟

تحديات انسانية وتحديات نابعة من مهمة هذه المؤسسة في الأصل وهي مناصرة المرأة السورية في الخارج والنازحة في الداخل،

ولكن أيضا من خلال إيماننا بالعمل الجماعي وبالتنسيق والتعاون مع باقي منظمات المجتمع المدني السورية،

فسوف نصل باذن الله الى تحقيق تطلعات النساء سواء في الخارج او الداخل كما نأمل إن شاء الله.

♦ كيف تنظر الأديبة والسياسية السورية رفاه المهندس لمستقبل الحل في سوريا؟

•• إن مطالب شعبنا في رفع الظلم عن كاهله مطالب محقة إذ أنه ليس من المعقول أن نرتضي أن يحكمنا نظام قاتل مجرم استخدم  مقدرات شعبنا العسكرية

تدشين تحالف نسائي عالمي يدعم قدرات المرأة في  مواجهة الحرب الشرسة ضدها

ليقصفنا بها في المدن والقرى كما أزهق ثرواتنا الغنية في حرب شعبه

ونفيهم  حتى أغلق الكثير من المدارس لكي يجعلها مراكز اعتقال أو مسالخ بشرية يحشر فيها مخالفيه

والشعب كله لو استطاع لقتلهم صبراً في سجونه كمافعل بأشباح   قيصر  أو قصفاً بالطائرات أو رجماً بالدبابات.

والنظام هنا لايعرف حق شيبة ولا دموع امرأة ولا استغاثة طفل

وقد استمر إلى اليوم بحكمه الفاشي هذا قرابة الخمسين عاماً مع أبيه القاتل المجرم حافظ أسد الذي أباد مدناً بأكملها وعلى رؤس أهلها دون رحمة ولا ضمير

 ولكل ما سبق  لابد للحق أن يعلو و لايعلى عليه وهذا من أسس عقيدتنا التي نتعبد الله بها ونحن نسعى دائماً للملمة الجراح

ولمّ شعثنا مااستطعنا لمواجهة النظام القاتل  سياسياً ولو كنا في ظل عالم  يسوده الكيل بمكاييل متعددة في وقت واحد وعالم ظالم

كلمة مفتوحة للمجتمع الدولي

♦ نرجو أن توجهي كلمة مفتوحة الي المجتمع الدولي في ظل موقفه المشين من ثورة الشعب السوري؟

•• أتوجه بكلماتي هذه إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد إن تواطؤ العالم المشين مع النظام القاتل المجرم

قد أسفر عن الوجه الدميم القبيح الذي تخفونه من وراء انسانيتكم المزعومة

ما يجري في عالمنا العربي استنفد قدرات المرأة ومزق وظيفتها الأساسية

ولقد تشاغلتم عن قصفه للمدن تحت سمع العالم وبصره ثم فرضتم الحصار على الشعب المسكين نفسه

وفي كل مرة تتجاهلون عقاب المجرم وتنالون من الضحية وقد تلقى هذا الشعب المصابر الويلات تتابعها الويلات

لكنه لن ينسى لكم تواطؤكم ولن ينسى لكل من غرز أنيابه في لحمنا الطاهر وتاجر بقضيتنا

وباع أرضناو عرضنا وتسلى بشعارات جوفاء  لاترد عنا غائلاً ولاتوقف القرابين على مًذبح الحرية.

«رفاه المهندس»

أديبة وداعية ، وكاتبة وسياسية، وعضو المجلس الوطني السوري، وعضو الأمانة العامة للمكتب التنفيذي إلى أن تشكل الائتلاف،

وهي عضو مؤسس في الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)،

ومديرة مكتب المرأة والطفل لدورتين، تقاسمتها ساحات العمل الإنساني،

ولا زالت تناضل، وتدافع عن دينها وهويتها وشعبها وأمتها

بكل ما تملك من فكر وإبداع وكتابة وسياسة وإغاثة، وعمل إنساني ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

من عائدة بن عمر

عضو مؤسس في منظمة «إعلاميون حول العالم»