أجرت الحوار: عائدة بن عمر 

تقول الناشطة الحقوقية التونسية ريم حمدي، إن دول العالم العربي تفتقد لمفهوم حقوق الإنسان، فلا يوجد احترام لحقوق الإنسان ولا للإنسان نفسه معظم الدول العربية ممضية على تعهدات بعدم التعذيب بعدم الاختفاء القسري بعدم المنع من السفر بعدم التنكيل بأي مواطن لكنهم يفعلون عكس ما جاءت به الاتفاقيات التي وقّعوا عليها بالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وحتى تقاريرهم الدولية كلها زيف ومغالطات مجانبة لحقيقة الواقع.

وأضافت في حوار مع «جريدة الأمة الإلكترونية» الجمعيات والمنظمات الحقوقية في العالم العربي تتأثر بالمتغيرات السياسية رغم أني لا استطيع أن أتكلم عن منظمات حقوق إنسان في العالم العربي بالمفهوم العملي حيث لا توجد منظمات حقيقية تلتحم مع المواطن العربي وتتبنى همومه وتدافع عن قضاياه الحقيقية..

وتطرقت ريم حمدي للعديد من القضايا الحقوقية خصوصًا في تونس، تفاصيل الحوار التالي.

♦ كيف تقيم السيدة ريم حمدي واقع حقوق الإنسان في العالم العربي؟

= سؤال مهم جدا التقييم يأتي بعد كل عمل ونشاط ومدي نجاعة تطبيق قوانين حقوق الإنسان في العالم العربي

لكن مع الأسف لا يوجد احترام لحقوق الإنسان ولا للإنسان نفسه معظم الدول العربية ممضية على تعهدات بعدم التعذيب بعدم الاختفاء القسري بعدم المنع من السفر بعدم التنكيل بأي مواطن

لكنهم يفعلون عكس ما جاءت به الاتفاقيات التي وقّعوا عليها بالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان

وحتى تقاريرهم الدولية كلها زيف ومغالطات مجانبة لحقيقة الواقع

فالحكومات تتدخل وتمارس ضغوط رهيبة قصد إسكات صوت المنظمات الحقوقية

وتعطيل دورها في فضح التجاوزات وانتهاك حرمات المواطنين ومصادرة حرياتهم والاعتداء على حقوقهم الطبيعية في التعبير والانتماء والنشاط والمعارضة

ما هي مميزات الناشطة الحقوقية وهل تتعرض لنفس المصاعب التي يتعرض لها الرجل الحقوقي؟

= الناشطة الحقوقية مثلها مثل الناشط الحقوقي لا يوجد فرق كلهم منضوون تحت القوانين المحلية والقوانين الدولية

والمعاهدات وأي تضييق من قبل أي نظام دكتاتوري لن يستثني أحدا أن كان ناشط حقوقي أو ناشطة حقوقية

♦ لماذا تتأثر الجمعيات والمنظمات الحقوقية بالتغييرات السياسية في العالم العربي؟

= طبعا تتأثر الجمعيات والمنظمات الحقوقية في العالم العربي بالمتغيرات السياسية

رغم أني لا استطيع أن أتكلم عن منظمات حقوق إنسان في العالم العربي بالمفهوم العملي

حيث لا توجد منظمات حقيقية تلتحم مع المواطن العربي وتتبنى همومه وتدافع عن قضاياه الحقيقية

فهي في معضامها منظمات صورية وأداة بأيدي أنظمة ديكتاتورية قد لعبت الدور الأساسي في إنشاءها لتلميع وجهها القمعي ودمقرطتة

ولتحافظ أيضا على نسبة التصنيف الدولي من اجل الدعم المادي والقروض الاقتصادية وجلب المشاريع الاستثمارية وهذا موضوع يطول شرحه

لكن أنا كنت موجودة واشتغلت طيلة عشر سنوات من الثورة في تونس نجحت المنظمات والجمعيات نجاحا كبيرا

فقبل 25/ لم يكن نهج الدولة نهج استبداديا في كليته بل كان هنالك مساحة كبيرة من الحرية

فواقع حقوق الإنسان هو ترجمة للمناخ السياسي السائد حيث الديمقراطية تمأسس لآليات قانونية مدسترة تحمي حقوق الإنسان ويمكن الرجوع إليها كلما كانت هناك انتهاكات فردية

♦ ما هي خياراتكم كحقوقيين في تونس لوقف نزيف انتهاكات حقوق الإنسان في تونس في الآونة الأخيرة؟

= خيارنا الآن في تونس لوقف نزيف الانتهاكات هو اللجوء للتقارير الدولية الشهرية أو السنوية من قبل حقوقيين مدربين على منهجية علمية متقدمة

تعتمد على النسب والمؤشرات إلى الأمم المتحدة والي مجلس حقوق الإنسان للضغط على نظام قيس سعيد

♦ كيف تصبح حقوق الإنسان ثقافة شعبية متجذرة وهل من عمل على استقطاب الشباب لهذا المجال؟

 = نحن عملنا وأنا كرئيسة للمرصد الدولي لحقوق الإنسان طيلة عشر سنوات على تكوين وتدريب الشباب على ثقافة حقوق الإنسان وكان شعارنا ثقافة حقوق الإنسان بيت بيت قرية قرية

ونجحنا بأن عرفنا المواطن على حقوقه وواجباته من خلال دورات في مجال القوانين الدولية والقوانين المحلية

وهذا يعتبر إنجاز عظيم ونتيجة أن الانقلاب في تونس لم ينجح لحد الآن في وأد الثورة ولازال هناك شباب يقاوم من أجل الحرية والكرامة وحقوق الإنسان

من عائدة بن عمر

عضو مؤسس في منظمة «إعلاميون حول العالم»