سيف الهاجري

‏عجبا لهم ينكرون على النظام العربي تطبيعه مع نظام الأسد ودعوته للمشاركة في القمة العربية وما تم ذلك كله إلا برعاية أمريكية في الوقت الذي لوبياتهم الثورية مرابطة في واشنطن تنتظر الحل الأمريكي، ليقف الجميع النظام ومعارضيه أمام أبواب واشنطن ينتظرون قرارها!

‏إن هذا ربط خطير للثورة السورية بالقرار الأمريكي وهو نتيجة حتمية عندما تصدر الثورة سياسيا وإعلاميا من جعل مرجعيته قرارات مجلس الأمن وينتظر الحل من عواصم الغرب واشنطن ولندن وباريس ويحذرون الغرب من ترك المنطقة والانسحاب منها!

‏فهذا هو السبب الأساسي لتراجع الثورة السورية التي اخترقت من الداخل ليتم تطويعها للقبول بكانتون شمال سوريا، بعدما كانت على أبواب دمشق، ليصبح هذا الكانتون نموذجا كنموذج غزة تحت إدارة نخب الحركة الإسلامية الوظيفية بوجه ثوري جهادي تدعو ثغور الشام للاستعداد وتبشرها بضوء أخضر أمريكي قادم من واشنطن !

‏وهكذا قادت نخب الحركة الإسلامية الثورة في سوريا إلى أبواب واشنطن كما قادتها من قبل في مصر وتونس العراق فأوصلتها إلى ما وصلت إليه!

‏ولذا فإنه لا يمكن لثورة في العالم العربي مهما كان قوتها وانتشارها أن تحقق أهدافها ما دام من يتصدرها، ولو رفعوا رايات الجهاد والثورة، يطرقون أبواب القوى الدولية ومجلس الأمن طلبا للعون أو الحل، ولا يمكن تفسير حقيقة موقفهم هذا إلا بأمرين إما أنهم لا يدركون طبيعة الصراع بين الأمة والقوى الدولية الاستعمارية وكونها قوى احتلال في العالم العربي وإما أنهم أدوات وظيفية لهذه القوى اخترقت الثورة باسمها.

‏وهذا ما تعرضت له ثورة الربيع العربي!

‏﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾

من سيف الهاجري

مفكر وسياسي - الأمين العام لحزب الأمة الكويتي