صفوت بركات

الخلاف بين الناس بكل طبقاتهم وتنوعاتهم ليس بسبب الدين ولكن بسبب انحراف ظاهر أو باطن عن الدين ولهذا لن تجدني إن شاء الله في صف أي منهم وتلك نعمة هداني الله إليها مبكرا.

ما تعبدنا الله به هو الصراط المستقيم وهو صراط واحد يستطيعه كل الخلائق ظاهر المعالم، لا أسرار فيه لفئة دون فئة، ولا طائفة دون طائفة، فكل الخلائق فيه وعليه عبيد، وباتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو رسول واحد لم يكتم ما أوحى إليه عن الخلائق جميعا،

إذ بعث للعالمين وليس لجنس دون جنس ولا نسب دون نسب، الباطنيون طرائق قددا ليس لهم طريق واحد وكل أهل طريق ينتهي بهم لإبليس حتى لو تحنثوا من مولدهم لموتهم وهو صد عن السبيل المرضى من الله.

كنت أحذر من الباطنيين قديما وكنت أقول لأصدقائي أن الباطنيين لم يتركوا محلًا إلا كمنوا فيه وينتظرون فقط كبوة لأهل السنة، أو صراع سياسي يخل بموازين القوة الاجتماعية، وحظوظ أهل الدعوة من أهل السنة، فكان المستمع للتحذير يندهش، ويتهمني بسوء الظن وسوء تقدير الواقع وقد وقع ما حذرنا وغيرنا منه، ومن سوء الطالع أن إعادة التوازن ومحو آثار ما وقع يستهلك أعمار أجيال وليس جيل أو ثلاثة.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية