صفوت بركات

الحرب التي تدور رحاها الآن بين روسيا والغرب على الأراضي الأوكرانية لم تكن مفاجئة، لكنها يُرتب لها منذ زمن، وقد رصدت هذا في حينه.

ففي ١٢ أكتوبر ٢٠٢١ كتبت:

على كل حال رتب الحوادث كما جرت في ١٩٠٩ وتجرى وتتكرر لأنها سنن تغير مناخي أو على الأقل تقلّب مناخي عن المألوف،

ثم جوائح صحية كالأنفلونزا الإسبانية ثم تغير موازين القوى لأن الدول تستطيع طبع النقود،

ولكنها لا تستطيع طبع السلع ثم التضخم ثم حرب عالمية، وكل صناع القرار يعلمون هذا وهو متكرر في التاريخ

أما والله لئن انتصرت روسيا أو الغرب أو تجمد الموقف لتوازن الردع بينهم لهو خير للإسلام والمسلمين فأبشروا ولولا أن يقال مجنون لكتبت بالتفاصيل ولن يتأخر التبشير إلى حج هذا العام

وفي ١٨ يناير ٢٠١٧ كتبت:

قفزات الجنوب الروسية في الإستراتجية المستدامة…

 روسيا وبوتن لا يمكنه الانتصار في سوريا إلا بتفجير نزاع بصربيا والبوسنة والهرسك ليتسنى له الانتقال الآمن إلى ليبيا لأن الطرف الخلفي للثلاث جبهات هي تركيا والاتحاد الأوربي وأمريكا وسينتصر

وفي ٢٤ يونيو ٢٠١٦ كتبت:

ستتفكك أوربا قبل أن تكمل مهمة تفكيك الشرق الأوسط وعلى رأسه الأفعى ذات السم الزعاف بريطانيا.

وفي ٢١ مارس ٢٠١٤ كتبت:

عجيب العقل العربي الذي هلل طربا للأوكران ويوم سقوط الحكومة كتبت مجرد ملاحظات،

أنه سيكون الخاسر الأكبر فيها الأوكران والمسلمين في العالم والسنة على وجه خاص وسيعرى بوتن مؤخرة الغرب للعالم

وفي ٥ سبتمبر ٢٠١٤ كتبت:

بوتن يتوحش بذرائع صنعتها أمريكا في الاستجابة للأقليات والطوائف في تفكيك الدول في الشرق الأوسط فينفذ بوتن في أوكرانيا وقريبا لاتفيا وأوستونيا وسيفكك أوربا وحدة بواحدة

وفي ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥ كتبت:

ما لم تنته مفاوضات الصين وروسيا من طرف وأمريكا وأوربا من طرف أخر، حول ملفات القطب المتجمد الشمالي وبحر الصين الجنوبي،

وشكل العلاقات المستقبلية وقواعد اقتسام النفوذ وحجمه، وقواعد حل الخلافات،

وتشكيل إدارات وتشريعات منظمة لها ورسم الحدود الحمراء الجديدة والخطوط الساخنة بين تلك الأطراف،

 فلا تسأل عن هدوء بالشرق الأوسط والشام من القلب، ولا اليمن ولا جنوب السودان،

ولا أوكرانيا والقرم، ولا لليبيا ولا وسط إفريقيا ونيجيريا،

لأن كل تلك الجغرافيا مسرح للتفاوض ومصدر للتمويل لإدارة وإدامة التفاوض،

وقد يستهلك على أقل تقدير ربع قرن حتى تنشأ قواعد جديدة لإدارة العالم،

وفق قواعد جديدة تعترف بالأوزان الحقيقية للقوة من حيث التأثير وسرعة الاستجابة وعلى كافة المستويات.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية