صفوت بركات

عقيدة بعث الأمة الإسلامية لا تقوم إلا بنفس عوامل بعثها وولادتها أول مرة وهو شرط صحة ولا يمكن لأي أمة كانت أن تتخلى عن شروط صحة وأركان بعثها الأول وأخطرها علانية الطموح الكوني والذي هو ليس ضرورة للبقاء والوجود وحسب ولكن قبل تحقيقها وهو كالآذان للصلاة وهذه من سنة النبي عليه الصلاة والسلام وفي أشد أوقاته،

يقول يا سراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى، ما معنى هذا الكلام، ماذا يعني هذا القول؟ إنسان ملاحق، مهدور دمه، مئة ناقة وضعت لمن يأتي به حياً أو ميتاً ويقول لمن تبعه كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى، ماذا يعني بذلك؟

يعني بذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام واثق كل الثقة أنه سيصل إلى المدينة سالماً، وأنه سيؤسس كياناً إسلامياً،

وأن هذا الكيان سيحارب أكبر دولتين في العالم كسرى والروم وأن كسرى سيستسلم، وأن تاجه وثيابه وسواريه سيؤتى بها إلى المدينة من غنائم الحرب، ما هذا؟

أيعقل أن يكون هذا،

قال يا سراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى،

يعني الآن بلد متخلف جداً من بلدان العالم الثالث نقول لأحد المواطنين فيه كيف بك إذا أقمت في البيت الأبيض،

هذه هي النسبة نفسها، كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى، ابن هرمز، عاد سراقة أدراجه فوجد الناس قد أقبلوا يبحثون عن رسول الله

فقال ارجعوا لقد نفضت الأرض نفضاً بحثاً عنه وأنتم لا تجهلون مبلغ بصري بالأثر،

ارجعوا، فارجعوا،

ثم كتم خبره مع محمد وصاحبه حتى أيقن أنهما بلغا المدينة،

وأصبحا في مأمن من عدوان قريش، وهذا هو الوفاء،

عند ذلك أذاع النبأ، فلما سمع به أبو جهل، لامه على تخاذله وجبنه، وتفويته الفرصة، وكان شاعر، فأجابه ببيتن من الشعر.

قال أبى حكمٍ و الله لو كنت شاهداً لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه

علمت ولم تشكك أن محمداً رسول ببرهانٍ فمن ذا يقاومه

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية