صفوت بركات

في أكتوبر 2015 كتبت أننا أمام قطب ثانٍ للعالم متعدد القوى، ولديهم اتفاق بينهم وشرعوا في تأسيس بنك دولي ومعاهدات متعددة تؤسس لقيامه..

ورؤوس دينية رومية وإسلامية وهو بالأصالة نشاء بآسيا من قلب الموزايك الثقافي والعرقي والديني للعالم القديم آسيا.

ولهذا تدخل روسيا والصين وإيران عمليا بالشام شروع في تأسيس نظام وجغرافيا ومرجعيات في ضربة واحدة وليس الأمر بشار ولا العلويين،

وبإمكان تعطيل هذا وحرمانهم من الاكتمال بحذف البعد والمرجعية الإسلامية بصيانة بيضة الإسلام وعقر داره ودار الخلافة من الوصايتين للنظام الدولي القديم والجديد بقليل من الجهد وإلا فالأيام القادمة تحمل الكثير وتنقلب فيها مفاهيم كثيرة ظلت سائدة لعدة قرون..

مالا يدركه العرب أن أمريكا أصبحت تعانى فعليا من آثار حرب أفغانستان والعراق والصومال وتمددها فوق القدرة،

ثم أن القوة العسكرية في العقد الأخير أصبحت القوة العسكرية متدنية في الترتيب على سلم القوة وتسبقها القوة الاقتصادية،

وأمريكا تعانى فعليا مشاكل كبيرة من حيث التمويل وحجم الدين العام.

فأمريكا تعيش على ثمرات تاريخ القوة العسكرية،

ولهذا بزوغ القطب الصيني الروسي الإيراني أمر طبيعي،

ولكن غير الطبيعي أن تكون بقلب العالم ولديك مرجعية لاثنين مليار نسمة وينتشرون على جغرافيا تستطيع تركيع العالم،

وتمنح وتمنع حركة الكون وثروات طبيعية وجغرافيا تعادل كل القوى والثروات في العالم،

ولا يكن لك عملة عالمية ولديها من الاحتياطيات ما يجعلها مقبولة الدفع والتعامل،

ولا تشكل نسبة بالقرار الدولي والنفوذ.. فعله ابن لادن ورفاقه ولازالوا يفعلونه،

ولكن تقتنص الصين وروسيا وإيران ثمراته ونحن العرب والسنة علينا دفع الأثمان لانفصال الأمة عن أسودها الضاربة

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية