صفوت بركات

اليوم بعد صلاة الجمعة ذهبت الصيدلية لشراء الدواء الشهري، فركبت توكتوك,

 فقال صاحب التوكتوك يا عم الحج شكلك راجل طيب، وأنا عندي مشكله لا تجعلني أنام، ممكن أكلمك فيها؟

قلت له لو أقدر لن أتأخر عنك.

قال يعنى شايف الظلم الذي نعيش فيه وربنا يقول {ولا يظلم ربك أحدا} والدنيا مليانة مظالم،

لا أعرف أحد من المظلومين إلا وهو رجل طيب أو ست طيبة والظلمة ملوك وأغنياء وسلاطين ويعيشون فى وافر صحة وعافية وأهاليهم ،،،

قلت حاسب وقف.. ممكن تفتح قلبك لي؟.

قال نعم أمال أنا كلمتك ليه؟

قلت، عارف الآية كلها التي اقتطعت منها ما ذكرت لي؟

قال لا أنا بسمعها كثير وصحيح ربنا بيقول {ولا يظلم ربك أحدا}، ولسه سامعها الصبح والظلم مالي الأرض،

قلت له يوم يدخل «أهل الجنة» الجنة و«أهل النار» النار ويذبح الموت،

ويقال للجميع خلودا بلا موت ستعرف يومها إن ربك لا يظلم أحد، أما في الدنيا فسيقع الظلم بين الناس، لأن الإنسان ظلوم جهول،

لهذا أنزل الله له الرسل والكتب حرم الظلم على نفسه سبحانه وتعالى وجعله بيننا محرما.

ولكن يوم القيامة سترى الفضائح عند نشر الصحف ووضع الكتاب واسمع كدا الآية منى وفكر في ترتيبها وترتيب المعاني قال تعالى

{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.

(سورة الكهف)

قال صاحب التوكتوك في سورة إيه قلت الكهف التي سن لنا قراءتها يوم الجمعة؛ حتى نعزى نفسنا بها كل أسبوع؛

ونصبر على الظلم والبغي الذي لا طاقة لنا بدفعه ليوم وضع الكتاب،

قال صاحب التوكتوك ،،

ريحتني.. والله أنا كنت أحاول النوم كل يوم ولكن لا استطيع من التفكير، وانتظر هذا اليوم لأجل أخذ حقي لأن اللي حصل لي لا يحكى،

قلت له ربما تأخذ حقك في هذه الدنيا وإن لم يحصل فيوم القيامة موعدنا مع كل ظالم وباغ.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية