تاريخ الحركة النسوية

من توابع النزغ الشيطاني تنوع كيد الإضلال والإفساد للعنصر البشري بصفة عامة والواقع الإسلامي بصفة خاصة غير أنه بدأ بتدمير البنية المجتمعية الغربية كنموذج لمشروع الإضلال النسوي العالمي ومن ثم تكون أوروبا قبلة الجمعيات النسوية المختلة والمحتلة.

الجهل والهوى قاعدة نشأة الفكر النسوي في أوروبا ففي واقع جحدت وتجاهل وحي السماء ثم اجتمع كهنة الكنيسة مع السلطة الإقطاعية المستبدة فانتشر الكفر والبغي والفساد بين أبناء المجتمع حتى تم تجريف الوعي من العقل الأوربي بصفة عامة حتى وصل الجميع إلى قناعة واحدة وهي قتل آخر راهب بأمعاء آخر قسيس .

يعتبر عام 1857 بداية الحركة النسوية، حيث بدأت عاملات مصنع النسيج في نيويورك مطالبات برفع الأجور. والمساواة مع الرجال.

تدرج النسوية الغربية

في عام 1888 تأسست جمعية نساء الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما بعد تأسست جمعية نساء العالم بمبادرة من نساء أمريكا،

وفي عام 1904 تأسس الإتحاد النسائي العالمي من أجل النضال في سبيل المساواة السياسية وكذلك تأسس الاتحاد النسائي البريطاني.

وفِي عام 1907، قدم اقتراح باعتبار يوم الثامن من مارس يوما عالميا للمرأة، وفعلا تمّ في المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية في ألمانيا .

وفي 1910 في كوبنهاجن إقرار الاقتراح المقدم من قبل كلارازتكين واعتبر يوم 8 مارس يوما عالميا للتضامن مع النساء في نضالهن من أجل المساواة في الحقوق وكان ذلك نقطة انطلاق في الحركة النسائية التضامنية.

وَفي عام 1909 احتفلت نساء أمريكا لأول مرة بيوم الثامن من آذار يوم التضامن العالمي.

وفي عام 1917شهر مارس احتفلت نساء كل من النمسا وهولندا والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وهنغاريا وسويسرا بالثامن من مارس.

وفِي عام 1917 تظاهرت نساء بتروغراد ضد الحرب ونظام الجوع والإفقار والاستبداد ملتحمة مع جماهير المدن.

وفي عام 1917 حدثت تغيرات فيما يتعلق بقضية المرأة إذ حصلت المرأة في ست دول على حق الانتخاب (النمسا، نيوزلندا، النرويج، الدنمارك، فنلندا، أيسلندا)

وَفي عام 1921 بلغ العدد 17 بلدا، وفي عام 1970 بلغ العدد 121 بلدا.

الفطرة الغربية وتمدد النسوية

من الأمور التي. ساعدت على تمدد المنهج النسوي المنحرف هو الانحراف الفكري للكنيسة الغربية.

فاشية الغرب الصليبي المتصلين وتحويل المرأة إلى أداة للشهوة فقط بعيدا عن أي معايير إنسانية .

تفكك المجتمع الغربي وانتحار العقل الغربي بعد تجريف مصطلح المروءة منه حتى. أصبحت المرأة بين سكاكين الواقع المختل .

تعتمد المنظومة الفكرية النسوية أساسا على مبدأ المساواة المطلقة دون وضع أي اعتبار لأية فروق جسدية كانت أو نفسية أو اجتماعية، ولا يوجد دليل علمي يساوي بين المختلفين بصورة مطلقة ولكن من قال أن الفلسفة النسوية تقوم على أي مبادىء عقلية أو علمية يمكن الاقتناع بها! إنها ردة فعل عنيفة على ظلم وتهميش النساء في فترات تاريخية معينة وفي بيئات جغرافية محددة.

قواعد الفكر النسوي:

العمل على ترسيخ فكرة المساواة الشاملة مع الرجل في كافة القضايا مخالفين قضية الفطرة التي تدرك طبيعة النساء والرجال لاسيما أنهما استخدما في أهم ثورتين قامتا في العالم الغربي، الثورة الأمريكية 1779 م والثورة الفرنسية 1789 م.

في 1945م نجحت الحركة النسوية في اختراق الأمم المتحدة حيث ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثلية.

جاءت الاتفاقات الدولية الداعمة لخطرر النسوية على أساس قواع هوى الجاهلية النسوية:

أ – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 ، وهو ينص على وجوب الالتزام بهذه المبادئ، ويؤكد على عدم التمييز على أساس الجنس وعلى تحقيق المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة وعلى حرية الزواج خاصة في المادة السابعة والمادة السادسة عشرة.

ب ـ أما الوثيقة الثانية فهي اتفاقية (سيداو (cedaw ‏أو (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) عام 1979م، وهي اتفاقية مكونة من 30 مادة، وموادها الست عشرة الأولى تؤكد على عدم التمييز وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة

مراحل تمدد الحركة النسوية

الحركة النسوية الغربية مرت بعدة مراحل تاريخية،

حيث بدأت بداية بسيطة كـ:

1- حركة احتجاجية على الظلم الاقتصادي الذي تعيشه النساء العاملات في الغرب،

2- ثم توسعت لنيل الحقوق السياسية خاصة الحق في الاقتراع وذلك لتعزيز الحقوق الاقتصادية، انتهاء بالمطالبة بالمساواة المطلقة بلا أي ضوابط، تلك التي تنتهي

3- إلغاء الذكورة والأنوثة حتى تتحقق تلك المساواة بإعلان الجندر (النوع الإنساني الجديد الذي لا يعترف بالذكورة والأنوثة).

هل تحتاج المرأة العربية والمسلمة فكرة النسوية ؟!

المرأة عرض بكسر العين وليست عرض فتحها ولذا فهي مخلوق تربيته سبب لدخول والدها وزوجها وابنها واخيها الجنة

شيطان النسوية العربية

نشأت النسوية في الغرب من قاع المجتمع أي من النساء العاملات المطحونات اللاتي يطالبن بحقوقهن العادلة، بينما تزعمت الحركة النسوية في بلادنا سيدات المجتمع الراقي كهدى شعراوي والأميرة نازلي فاضل ومن ثم كانت حركة نخبوية من أعلى السلم الاجتماعي.

أنه وعلى الرغم من تعرض المرأة العربية المسلمة لعدد من المظالم الاجتماعية – التي كان السبب الرئيسي فيها البعد عن التمسك بالفهم الصحيح لتعاليم الدين وشيوع التقاليد المنافية له – فإن المرأة كانت بوجه عام مصانة غير ممتهنة، لا تجبر على العمل فهي في كنف أب أو زوج أو أخ، وكانت تعيش وفقا لنفس الظروف الاقتصادية التي يعيشها الرجل في أسرتها حيث كانت تعاني معظم الأسر من حالة الفقر الشديد.

الدعوة لتعليم البنات لم تكن ناتجة عن الفكر النسوي، فمحمد علي باشا أنشأ أول مدرسة للفتيات عام 1832م وكان ذلك جزءاً من خطة شاملة للنهضة وليس نتيجة جهد النسويات..

والحقيقة أن تعليم الفتيات لم ينقطع في عصر من العصور الإسلامية حتى في أضعف العصور ولكنه لم يكن تعليما في مدارس نظامية.

ففي العصر المملوكي الذي تم تشويهه إلى أقصى درجات التشويه باعتباره عصر انحطاط النساء كان هناك الكثير من العالمات والمتعلمات،

أذكر منهن:

عائشة الباعونية المتوفاة 922هـ والتي كانت عالمة بالفقه والنحو والعروض، وكانت تعد من الخطاطات المبدعات فقد كتبت بخطها مؤلفاتها، ومنها:

«البديعية» و«الملامح الشريفة في الآثار اللطيفة»،

 «فيض الفضل» وهو محفوظ في دار الكتب المصرية، ودرست عائشة الفقه والنحو والعروض على جملة من مشايخ عصرها مثل:

 جمال الدين إسماعيل الحوراني، العلامة محيي الدين الأرموي، كما درس على عائشة جملة من العلماء الأعلام، وانتفع بعلمها خلق كثير من طلبة العلم.

كانت عائشة نموذجا للمرأة المملوكية عالمة ومتعلمة ولم تكن حبيسة الدار حتى تخرج منها للقبر،

وما عائشة إلا نموذج واحد مسكوت عنه وواجب على الباحثات الإسلاميات إزالة الغبار عن هذه الفترات التاريخية كي نستطيع الرؤية بشفافية وموضوعية.

إذن لم تكن نساؤنا على مثل هذه الصورة البائسة التي دأبت النسويات على دمغ هذه المرحلة بها ولكنه تزوير التاريخ حتى تشعر المرأة العربية بأنها مخلوق ناقص ممتهن حتى أشرق عصر النسويات السعيد!!

بدأت الحركة النسوية في البلاد العربية بداية فكرية من خلال الأطروحات التي قدمها قاسم أمين في كتابيه «تحرير المرأة» و«المرأة الجديدة»..

ولقد سبق قاسم أمين، المحامي النصراني مرقص فهمي، ولكن قاسم أمين نذر نفسه لهذه القضية فحسب كما أحدثت كتبه ضجة ضخمة ولعل كتاب المرأة الجديدة هو الأشد وضوحا في التعبير عن المطالب النسوية فبينما كان يتأرجح في كتابه «تحرير المرأة» الصادر 1899م ويوازن فيه بين التمدن الإسلامي والتمدن الغربي، نراه قد انحاز بشكل واضح لنمط الحياة الغربية في كتابه الثاني «المرأة الجديدة» الصادر 1900م،

الحركة الفعلية للنسوية

1919مظاهرات مصر ضد الإنجليز حاولت صفية زغلول اغتنام الحدث وجعلته خادما لفالن النسوية .

 1920 م. مؤامرة هدى شعراوي و سعد زغلول سنة عندما نزع بيده الحجاب عن وجهها وسط تصفيق الحاضر924م بعد عودة مؤسِّسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما

2م.. ونادى بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي المحامي وقاسم أمين.

بعد ذلك تصاعدت حركة النشر صدرت 25 مجلة وصحيفة تملكها وتحررها النساء في كل من القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد،

كما كانت هناك جمعيات نسائية متعددة،

– جمعية الترقية النسائية في مصر،

– جمْعية يقظة الفتاة العربية في بيروت،

– جمعية نهضة الفتاة في طرابلس،

– جمْعية النهضة النسائية في بغداد.

كما عقدت مؤتمرات نسائية لبحث القضايا الوطنية والقومية وقضية المرأة،

ففي عام:

1922 عقد أول مؤتمر نسائي في بيروت بدعوة من الاتحاد النسائي اللبناني، و عام

1928عقد المؤتمر النسائي العام في لبنان وسوريا

1938 عقد المؤتمر النسائي العربي الأول،

1944م عقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية.

(موقف غربان الغرب)

 رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتى أن زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتمر.

كانت هذه هي الجذور التاريخية المريبة المستنسخة في بلادنا، وما كان أحوجنا لإصلاح حالنا بالالتزام الحقيقي بالمبادئ السامية والتشريعات الربانية المتعلقة بالنساء دون الانحناء لثقل العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان ودون استنبات بذور غريبة مشوهة لم تنبت في تربتنا وإجبار النساء بكل السبل الثقافية والتشريعية على اجترار مرارتها وقسوتها قبل أن يفيقوا ويكتشفوا أن الدواء كان مسمما والطبيب كان مخدرا.

أهداف الحركة النسوية

«النسوية» كما يعرفها معجم أوكسفورد:

«هي الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل»، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية”، أما معجم «ويبستر»، فيعرفها بأنها:

«النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه».

وجاء في ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 1423هـ بعنوان: «الحركة النسوية الغربية وآثارها في ظل الانفتاح العالمي» للدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان الآتي:

الحركة النسوية الغربية المعاصرة Feminism

هي تنظيم غربي انطلَق من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتَّخذ منها مركزًا له، وتعتبر هذه الحركة امتدادًا للحركات النسوية الغربية التي ظهرت في أمريكا وبريطانيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، والتي ناضلت في سبيل الحصول على الحقوق الإنسانية للمرأة؛ حيث كانت المرأة في تلك البلاد محرومةً من التصرف في مالها ولا تُوفَّر لها فرص التعليم والعمل، وتمحورت مطالبهن حول الحقوق الفردية للمرأة في أن تُعاملَ على أساسٍ مساوٍ للرجل في إنسانيته.

ومع تقدُّم الوقت وبعد حصول هذه الحركة على المطالب السابقة، رفعت شعار التماثل الكامل بين الرجال والنساء في جميع الجوانب بما فيها التشريعية، وكانت دول العالم الإسلامي من المناطق التي نشِطت فيها تلك الحركة؛ سعيًا وراء توطين الفكر الغربي والمبادئ التي تدعو لها الحركة في بلاد الإسلام، ويعد التنظيم النسوي الأقوى والأكبرِ والأكثرِ انتشارًا في العالم أجمع، ويعمل من خلال شبكةٍ ضخمة من المؤسسات والمراكز والجمعيات، وقد أمتد تأثير أيديولوجية هذا التنظيم إلى السياسة، والقضاء، والتعليم، وغيرها.

وتعتبر مصر أول الدول الإسلامية التي تأثرت بالحركة النسوية الغربية،

فتأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923م، احتفت به الدوائر الغربية بهذا الاتحاد المصري، فحضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية آنذاك (د.ريد) إلى مصر للمساعدة في بناء التنظيم،

ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي تضمنت توصياته تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق، وتعدد الزوجات، والمطالبة بحذف نون النسوة، والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي.

وقد بارك الغرب هذا المؤتمر، وأرسلت زوجة الرئيس الأمريكي “روزفلت” برقيةَ تحية للمؤتمر، وبعد ذلك تعددت الأحزاب والجمعيات النسائية المنتمية للحركةِ النسويةِ الغربية في الدول العربية والإسلامية، والتي ناضلت طيلة القرن الماضي في سبيل تغيير تشريعات المرأة المسلمةِ بتمويل ودعم من الدول الغربية.

سُمِّيت الحركة النسوية في مرحلتها الأُولى بـ«Equity Feminism‏»؛ أي: «نسوية المساواة»،

أما بدأت هذه الحركة الأخيرة في عام 1960م، وأخذت منحنًى مختلفًا في أيدلوجياتها ومطالبها، وأصبحت تحمل أيدلوجية شاذةً وغريبة.

تبنَّت النسوية المعاصرة مفهومين أساسيين كقاعدة لعملها:

هما: مفهوم النوع Gender‏، والضحية، Victim‏.

سعت الحركة من خلال مفهوم «الجندر» إلى:

1- إلغاء الفروق بين الجنسين،

2- الإنكار التام لوجود جنسين مختلفين،

3- إلغاء مُسمى ذكر وأُنثى،

4- رفض حقيقة اختلاف الذكر والأنثى اللذين هما من صنع الله – عز وجل

5- إلغاء مفهوم (الزواج) -فِطرة الله- عندما بدأ بحواء وآدم كزوجين عُمِّرت بهما الأرض.

فخ «الضحية»

 تبنَّت الحركة آلية

– الانتقاد العام للرجال،

– عمَّقت الشعور بالكراهية تجاه الرجل، ووجهت جهودها لخدمة هذا التوجه الجديد،

– تأكيد نظريتها التي تقول: (إن المرأة ضحية لوجود الرجل).

أهداف الحركة النسوية كما حدَّدتها ورقة العمل المشار إليها سابقًا:

أولاً:

تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، ومحاولة تأكيد هذا الاعتقاد عن طريق الدراسات والمقالات والكتب المتحيزة وزرع مصطلح «النوع» Gender ‏لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد، وتقويض الأسرة الطبيعية، ويضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهْر المرأة، وأن وجوده يشكِّل عبئًا على المرأة هي ليست في حاجة إليه، وإنما العقلية الاجتماعية التقليدية هي التي فرضته عليها، وأن هذه الأدوار التقليدية كلها أعمالٌ غير مُربِحةٍ للمرأة؛ تبذل فيها وقتها وجهدها، ولا تتقاضى عليها أجرًا.

ثانيًا:

تسعى الحركة النسوية -عبر تكريس مفهوم «الضحية»- إلى التأكيد على أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التي تبناها بوعيه، وأَدَّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة؛ فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل،وأن المرأة غيرُ ملزمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية.

ثالثًا:

التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروِّج لهذه النظرية (جميع الرجال مغتصبون)، ووَفقًا لهذه النظرية فإن أيَّة علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصابًا حتى ولو كانت من قبل الزوج.

رابعًا:

إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطاؤها الحق أن تحدِّد نوعها الجنسي الذى تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع مَن يروق لها خارج أو داخل إطار الزواج، واعتبرت أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها.

خامسًا: تشجيع الزواج من نفس الجنس «الشواذ»، والمطالبة بحمايته دوليًّا، والاعتراف به؛ حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب.

وتتفاخر معظم القيادات المُنظِّرة للحركة النسوية المعاصرة بأنهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ سحاقيات يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهن، وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية، وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية أمرٌ مشهور ومعروف.

خطر النسوية على المجتمعات

قبل البدء في الحديث عن خطر النسوية؛ وما الذي زرعته في صدور الغالبية، نتطرق لنقطة مهمة هي من صميم بنية الفكر النسوي، وهي.. لماذا النسوية أصلا؟!

حين العودة لبداية الحركة، نجد أنها تشكلت وصيغ المصطلح لأول مرة في عام 1895 ليعبر عن تيار تقوده اتجاهات معينة، خرج لمقاومة تبعية النساء للرجال،

وكان على مستويات ثلاثة،

الأولى: للتسوية القانوية،

والثانية للتسوية الاجتماعية، الجندرية،

والثالثة إتمام لأعمال الموجة الثانية.

وهي في ذلك تخرج من مجرد ثورة قامت لانتزاع حقوق وتحقيق مطالب إلى غضب دائم لا يتوقف حتى لو تحققت جميعها أو معظمها.

على صعيد آخر، ماذا فعلت النسوية في الغرب؟

1- سعت إلى إلغاء الفروقات بين الجنسين.

2- تبنت الانتقاد العام للرجال (وإظهار أن المرأة ضحية بشكل مستمر).

3- التحيز في المقالات والكتب لتأكيد عدم وجود فوارق بين الذكور والإناث.

4- زرع مصطلح الجندر للقضاء على العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة، والسماح بعلاقات شاذة عن الزواج التقليدي.

4- ترويج أن الأمومة والزواج التقليدي عبء ثقيل وظلم للمرأة. -تكريس مفهوم الضحية، والظلم الناتج عن الهيمنة الذكورية.

5- وضع حدود جديدة للعلاقات وأن ما لا يخضع لرغبتها هو من التعدي، والاغتصاب حتى لو كان زوجها.

6- الحصول على الحرية المطلقة في العلاقات، وترويج الإباحية بين النساء.

7- المطالبة بحماية الزواج من نفس الجنس دوليا.

8- محاولة تغيير وإعادة صياغة اللغة.

ولا نسأل عن أثر هذا كله على المجتمع فهو واضح وبيّن لكل ذي عقل، إنما عن أثر هذا التيار على النسويات الأخرى، وهل هي تتبنى نفس المنطلقات أم توجد فوارق ما.

من الطبيعي -كما ذكرت سابقا-

أن لكل مجتمع خصوصية ما، حتى في ظل الانفتاح العالمي واندماج الثقافات، هناك حدود لا نتصور -في الوقت الحاضر- غيابها، لذلك ليس من العدل أن نضع الجميع في نفس القالب .

ولكن يخفق من يظن أن التبني مختلف بالكلية، لا؛ هو ليس كذلك، توجد نقاط مشتركة أساسها المنبع، والفكرة الأساسية لم تمت في رسائل المنظرين لها والداعين إليها،

بل هي نفسها باختلاف حدود المجتمع المتاحة، عاداته، قيمه، وجود المصلحين، الثقافة السائدة، تركيبة المجتمع نفسها وبعده أو قربه من بلد التخريج والولادة.

ولكن مع ذلك الخطر على المجتمعات الإسلامية أكبر، لأنها ملتزمة بعهد وميثاق سماوي، ودين خالد لم يُلوث، أو يُحرف. ولأنها مجتمعات سليمة الفطرة، وبعيد كل البعد -سابقا- عن كل ما يشوه جو الألفة، والحب.

وبغض النظر هل كانت النسوية استعمارية أم لا، هي نقلت الكثير من أفكارها للأمة الإسلامية وهذا هو الخطر الذي يحدق بنا لو لم نتداركه جميعا. يقول الدكتور “خالد قطب”: الفكر النسوي فكر استعماري بطريقة أو بأخرى؛ حيث يستخدم المستعمر الفكر النسوي لتبرير هيمنته وسيطرته على البلاد التي يستعمرها، وقد لعب الفكر النسوي دورًا بارزًا في الحملات الاستعمارية التي استهدفت العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، كما لعب هذا الفكر وما زال يلعب حتى الآن نفس الدور مع الاستعمار الغربي الجديد الذي يستهدف عالمنا الإسلامي

إن الإسلام في نظر الحركة النسوية الاستعمارية هو العدو منذ الحروب الصليبية، فقد انصبت نظرية الخطاب الاستعماري الجديد والذي يتمحور حول المرأة – على أن الإسلام بطبيعته يضطهد المرأة، وأن الحجاب والتفرقة يرمزان إلى هذا الاضطهاد”.

ما السر في كون النسوية خطر على المجتمعات الإسلامية؟ وما الذي نقلته تلك الغربية لنا؟

مما بدا ظاهرا من أثرها، حركات عدة تدعو إلى أمور لم نعهدها من بينها:

1- إثارة الشك الديني، واتهام الفقه الإسلامي بأنه ذكورى.

2- نقد نظام الزواج الإسلامي، والسخرية من الأمومة والتربية واعتبارها مرتبة منخفضة مقارنة بالعمل خارج المنزل.

3- تسليط الضوء على مشكلات تتعلق بالمرأة وإظهار أنها مضطهدة ومظلومة

4- وتمثيل دور الضحية الغربي بشكل يوائم المجتمع أكثر

4- وانتقاء جرائم العنف ضد المرأة بشكل يخدم الأجندة النسوية. -التأكيد على المساواة المطلقة.

5- تقييد دور الشريعة وحصره فيما يوافق الهوى.

6- تكوين الحشود والسعي لتوسيع دائرة المتأثرات، واحتقار كل من يخالفها والتعرض له بالإساءة.

7- رفض الزواج بحجة أنه درجة ثانية أو أخيرة في سلم الرغبات الأنثوية، وحتى في حال قبوله لابد أن يكون وفق مزاجها ورغبتها وشروطها المتأثرة بخلفيتها.

8- تهميش دور الرجل سواء كان أب أو زوج، والتأكيد على أنه لا يدرك مصلحتها أو يسعى إلى تدميرها بهيمنته غير المرغوبة.

9- إثارة النزاع والحساسية من أي نقد يتعلق بامرأة، أو قضية أو موضوع .. وذلك لاحتقانها تجاه هذه الأمور بشدة.

10- تشتت الكثير من الأسر المتأثرة بالفكر النسوي، وصعوبة تقبلها الاندماج بشكل كامل مع مبادئ مجتمعاتها ورغبتها المستمرة بالخروج من هذا السقف الخانق لذلك تهرب للخارج إما حقيقيا، أو فكريا، كأن تبقى في مجتمعها وبين أهل دينها جثة بعقل تم السيطرة عليه، يهيم مع حضارة أخرى، ويتعطش لحرياته.

11- انتشار العلاقات غير الشرعية، وموافقتها ودعمها معنويا، والسعي للترغيب فيها وجعلها النموذج الأمثل.

12- تفكيك منظومة القيم وتعزيز قيم الفوضى بالمقابل. -تقديس الأنثى للأنثى مما يزيد من نسبة الإعجاب والحب بين الإناث.

13- السعي لتشويه صور الملتزمات وذلك لأنه خطر يهدد منظومة النسوية الفكرية ورغبتها في التمدد والاستحواذ.

14- نشر فكرة أن جسدي ملكي وأتصرف فيه كما أشاء، وأنت حر في ما تريد أن تفعله وغيرك حر كذلك بشرط أن يوافقك على أساسك الفكري، لو اختلف معه فهو ليس بحر.

كيف نواجه الحركة النسوية؟

لا يغفل أحد عن أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في تقدم المجتمع واستقراره وازدهاره،

وعلى هذه المؤسسات تقديم يد المساعدة لكل من يسعى لخدمة هذا المشروع الإصلاحي، للحدِّ من استشراء هذا التيار في مجتمعاتنا الإسلامية،

وهو واجب إنساني وإسلامي ومجتمعي، غير معذور من استطاع المساعدة وامتنع! فإن عمَّ الخير فسيعود على الجميع بمثيله والعكس بالعكس.

 إن النِّسويّة مرض يجب أن يُواجَه بطاقاتٍ جبَّارة مؤتمنة هدفُها المرأة والرجل والمجتمع كمنظومة متكاملة،

وهنا أؤكد على أن الرجل كذلك قد يحتاج إلى تأهيل نفسي في كيفية التعامل مع هذه الحالات واستيعابها حتى نصل لنتائج مثمرة،

فهذا المرض المنتشر في مجتمعنا لن يعالجَ بين ليلة وضُحاها؛

إنما يحتاج لنَفَسٍ عميق وطول مثابرة؛ حيث إن التّحدِّيات والمُعيقات والتعقيدات كثيرة جدًّا.

 وأهم شرط في هذه المعالجة أن تكون معالجات هادئة مُشفقة تنظر بعين الرحمة للمرأة المخدوعة بأن النسوية فيها خلاصها، وفي الواقع هي السقوط الحقيقي لها والجحيم بعينه.

 فالمرأة تستطيع تغيير العالم بلمسةٍ حانيةٍ منها، والرجلُ قادرٌ على كسب قلب المرأة بكلمة حب

من عائدة بن عمر

عضو مؤسس في منظمة «إعلاميون حول العالم»