يتسم أدب بعض الأدباء المعاصرين – بجنب المزايا الأخرى الكثيرة – بسمة الحماسة والعاطفة الجياشة وإثارة كوامن النفوس،

وقد كان لأدبهم دور كبير في إيقاظ الشعور الديني وإيجاد الوعي الإسلامي في قلوب الناس

بعد أن بُهرت شريحة كبيرة من المسلمين بالحضارة الغربية وأماتت الحضارة الجديدة روح الغيرة والحمية الدينية من قلوبهم.

وأذابتهم في بوتقة التيارات الإلحادية والمنظمات الإباحية. كما خلب الغرب بأدبه الخليع والساحر عقول كثير من الناشئة، واستهوت على قلوبهم.

فجاء الأدب الحماسي في أوانه وقيض الله رجالا يعيدون الثقة المفقودة في قلوب الناس وبالأخص الناشئة بأدبهم الرفيع القوي الساحر،

وكلماتهم الخلابة التي تقع في النفس موقعا عظيماً، وقد كان أدبهم الحافز عاملا رئيسيا لعودة كثير من المثقفين والمعجبين بالحضارة الغربية إلى الإسلام من جديد.

وكان لأدب سيد قطب والعلامة أبي الحسن الندوي أكبر نصيب في نفخ الروح الجديدة في النفوس، وقد أحدث أدبهما الساحر ثورة في النفوس،

ثورة في العقل وثورة في الفكر،

وكان أدبهما بمثابة انطلاق الشرارة الأولى لإيقاظ المسلمين من رقدتهم التي طال أمدها واشتدت وطأتها.

وهناك أدباء آخرون اقتفوا أثرهما وتركوا أثرا لا يستهان به في الجيل المعاصر وانتشلوه من براثن الجاهلية المعاصرة.

إن الصحوة الإسلامية اليوم مدينة بالأدب الحماسي الذي اتسم به هؤلاء المفكرون الأدباء

الذين وقفوا حياتهم للأمة الإسلامية وعاشوا مع أحداثها وآلامها وتفاعلوا معها، وضحوا بغالهم ونفيسهم لإسعاد البشرية،

فنبعت كلماتهم من أعماق القلب ورسخت في القلوب وأعادت أجيالا إلى الإسلام الصحيح الصافي.

وحري بأبناء الصحوة الإسلامية أن يعكفوا على كتبهم ويدرسوا أفكارهم ونظرياتهم وآرائهم دراسة معمقة

ويعرّفوا الجيل الجديد بتراثهم الزاخر لئلا ينصهر جيلنا في بوتقة التيارات الإلحادية الماجنة التي تقف في وجه الإسلام وتناهض أبناء الصحوة الإسلامية.

عبد الرحمن محمد جمال

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.