تمر علينا الأيام والسنين حتى لا يكاد المرء منا يدرك كم من السنين قد انقضت من عمره القصير. فمنذ أيام كنا نحتفل بعيد الأضحى ثم ها هي ذكرى الهجرة المباركة والأن ذكرى عاشوراء.

 

ولكي لا يمضي اليوم كسابقة من الأيام أردت أن أتحدث في إيجاز عن هذا اليوم الذي صامه رسول الله وحث على صيامه كأمر مندوب لمن شاء أن يصومه محتسباً على الله أن يغفر به ذنوب عام مضى.

 

وبعيداً عن فضله والذي لا يكاد يجهله أحدٌ من أحاد الناس فقد أردت أن أتحدث عن ذلك اليوم الذي نجي الله فيه موسى عليه السلام من فرعون وما في ذلك من آيات وسنن ربانيه.

 

إن نجاة موسى عليه السلام ومن معه من مؤمني قومه بالرغم من ضعفهم وهوانهم على فرعون وملئه ومن اتبعهم من قومهم لهي آية من الله على قدرته المطلقة والتي هي خارجة عن نطاق قدرات البشر. فقد شق الله البحر لموسى على مرأى ومسمع من فرعون وجنوده (فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى).

 

ثم تتجلى أعلى مراتب الإيمان واليقين عند موسى إذ البحر من أمامه وفرعون وجنوده من خلفه فلا يتردد ولا يشك في الأمر (إن معي ربي سيهدين).

 

ثم آية أخرى لعبادة مؤمنهم وكافرهم أن أغرق فرعون وجنوده في عزتهم ومنعتهم وفي قدهم وقديدهم وظن فرعون ألا غالب له ولا أحد يقدر عليه (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) قالها مغروراً… ثم قال مغتراً بعقله ورأيه (ما أريكم إلا ما أرى) حتى وصل بالأمر أن قال (أنا ربكم الأعلى).

 

فكان جزاءه في قاع البحر غريقاً ولا كرامة له.. ثم الله بنجي بدنه ليكون آيه… إن فرعون آيه من آيات الله…. سبحان الله.

 

إن عاشوراء يقول للمستضعفين ثقوا في الله ونصره فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده.

كما يقول للمؤمنين كونوا على أعلى درجات اليقين.

 

كما يقول للفراعين متحدثاً عن فرعون الذي سبقهم (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فأنظر كيف كان عاقبة الظالمين)