يسري الخطيب

 

لا لستُ أنسى ذلك الشّحرورْ
بين الغصونِ وشَهْقَةِ العصفورْ
كلا ولن أنسَى النسائمَ حولهُ
طاقات ودٍّ في ثغورِ الحورْ
والبدرُ أرسل وردةً فـيَّـاحةً
حمراءَ شاطئها من الفسفورْ
كانت على الجِيدِ المُـزيّا دُرّةً
بين العبيرِ وفي ضفيرِ النورْ
والليلُ يجترُّ الحكاوي، يرتوي
فتفوحُ في أنفِ الزمانِ بخورْ
فيعـبِّـقُ الآفاقَ طيبُ نسيمهِ
ويداعبُ الآهاتِ والتعبيرْ
ويدور همسٌ في الخلائقِ كلها
والزهرِ والأطيارِ والبللورْ
عجباً له ماذا يريدُ بأرضنا
هل جاءها بمعيَّةِ التطهيرْ ؟
أم أنها الأطيافُ بين صخورنا
تنسابُ في لحنٍ وفي تنويرْ ؟!
فتكون بعد هُـنـيـهَةٍ تفاحةً
تطفو على وجهِ العليلِ زهورْ

ليتَ الزمانَ يجودُ في أيامهِ
بعد المخاضِ الصعبِ والتفسيرْ
بالأمسِ يهتفُ بالبراءةِ لحنهُ
كالطيف يَسْري بلسماً وشعورْ
مَن علّمَ الأطيارَ في أغصانها
الفرق بين بلابلٍ وصقورْ!
لكنه كالشمسِ إن جاء المسَا
راياتُها تعلو بلا تفكيرْ

لا لستُ أنسَى ذلك الشحرورْ
فعلَى جدارِ القلبِ منه سطورْ
مازلتُ أحملها وقلبي لم يزلْ
يبكي زماناً ” كلبُهُ “ مَسْعورْ