بوب وُود وارد
بوب وُود وارد
                                    بوب وُود وارد

 

 

يقول (بُوب وُود وارد) مدير تحرير جريدة “الواشنطن بوست” السابق – في كتابه “الملفات السرية للمخابرات الأمريكية” :

إن أجهزة الإعلام من صحف ومجلات ودور نشر وشركات إنتاج سينمائي وتليفزيوني، مجال أثير لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وأن العديد من مراسلي الصحف الأمريكية في الخارج هم إما عملاء مأجورون لوكالة المخابرات المركزية أو مجرد أدوات لها..

 

وأن المخابرات الأمريكية تُـمَوِّل أو تسيطر بالكامل على مئات من الصحف ووكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والتليفزيون والإنتاج السينمائي في العالم بشكل مباشر وغير مباشر ، بالإضافة إلى عشرات الأجهزة التـي لا تعمد الوكالة إلى تمويلها، بل تقوم بالتسلل إليها بعملاء يتقاضون أجورهم من نفس هذه الصحف ويسيطرون عليها من الداخل


وإن ميزانية المخابرات الأمريكية في العام الواحد (في السبعينيات) قد تخطت 4 مليارات من الدولارات!!!… وإن عدد العاملين بمقرها الرئيسي في (لانجلي) بولاية فيرجينيا حوالي عشرة آلاف شخص، بخلاف عشرات الآلاف الذين يعملون في الخارج..

 

ورغم التعدد والتنوع الهائل في أنشطة وكالة المخابرات المركزية بين جمع المعلومات السرية وتحليلها وتجنيد الجواسيس ومتابعتهم، وإعداد البيانات والدراسات والتقارير والتحليلات السياسية والاقتصادية وغيرها ، فإن جانبًا واحدًا بالذات من أنشطة الوكالة هو الذي يستأثر دائمًا بأكبر قدر من الانتباه والاهتمام.. وهو ما يسمى بـ (الأعمال المغطاة)- COVERT ACTION – أي العمليات السرية التي تقوم بها الوكالة للتدخل السياسي في شئون الدول الأخرى وهو ما يعرف بـ (اللعبة القذرة) .


والمخابرات المركزية C.I.A. والتي تثير الرعب والاشمئزاز أيضًا بمجرد سماع اسمها..هي مجرد (ترس) في الآلة الأمريكية الرهيبة.. فهي ليست الجهاز الوحيد من نوعه في أمريكا…فهناك مجلس الأمن القومي ووكالة الأمن القومي، ومخابرات وزارة الخارجية، ومخابرات وزارة الدفاع (البنتاجون).. وهناك أيضًا المجلس الاستشاري للمخابرات الخارجية.. بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية الشهير..
لكن تبقى وكالة المخابرات المركزية هي رأس الأفعى ومصنع الجواسيس والفتن والانقلابات والحروب في العالم.

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي