… وعلى مستوى الأفراد، لنكن ربانيين، صادقين، مخلصين، عبادًا؛ متبعين لسنا مبتدعين، نطبق العقيدة بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا ونطبقها واقعا في البشر وفوق أرض الله تعى وتحت سماه.

◆ ◆ ◆ 

{… وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}  (آل عمران، 79)

هذه الآية هي شعار الناجين من هذه الأمة، بل هي فرقان بين حضارتنا ونظام الحياة لدى غيرنا.

فنحن أمة ربانية ترتبط بربها؛ طاعة والتزاما وغاية.

أمة تعمل بطاعة الله وتكون على منهج الله فتدعو إلى الله وتحمل دعوه لغيرهم فتكون قدوة وهداية ونورا.

وتتميز بذلك عن جميع الأمم وتحمل هم الدين وقدوة الدين وتطبيق الدين وفكر الدين للجميع.

تأمل في إجابات أبي سفيان لهرقل في اللقاء المشهور الذي قصه البخاري لتعرف كيف حملت الأمة دعوتها إلى البشرية كافة وكيف كانت تلك الدعوة واضحة لأبي سفيان حتى قبل إسلامه؟

وكيف لم يجد مطعنا فيها ولا في رسولها رغم حرصه وقتها على تشويهها؟

 فأمة محمد هي أمة الدعوة والناس جميعا هم مجال دعوتهم مؤمنهم وكافرهم، ذكرهم وأنثاهم، مجتمعاتهم ونظمهم ودولهم.

ولن تستقيم حياة البشرية إن تخلت أمة الإسلام عن حمل دعوتها والتبشير بها والدفاع عنها وإبرازها ودحض ما يخالفها وقتال من يؤذيها أو يحول بينها وبين الناس من الطغاة ورؤوس الكفر

 وعلى مستوى الأفراد بالطبع فلنكن ربانيين، صادقين، مخلصين، عبادًا؛ متبعين لسنا مبتدعين، نطبق العقيدة بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا ونطبقها واقعا في البشر وفوق أرض الله تعى وتحت سماه.

لنكون حقا ربانيين،

صالحين مصلحين،

ذاكرين طائعين،

قانتين مصلين.

نطبق صدق الوعد،

صدق الكلام،

الصدق مع النفس.

نكون أهلا للانتساب إلى ربنا سماحة وبشاشة ويقينا وتذكيرا وسمتا وهدوءًا وخلقا وأمانا.

فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم والمهاجر من هجر ما لا يحبه الله ورسوله

بذا نكون مستقيمين حقا

ربانيين حقا 

حيث يجب للنجاة وتحصيل الرضا أن نكون أفرادا وجماعات  ربانيين؛

 ربانية الفكر،

ربانية القصد والتوجه،

ربانية المنهج،

ربانية الخطاب،

والله كل مشاكلنا كأمة وكأفراد ستحل لو التزمنا بما تلزمنا به الربانية من عبودية بالقلب وبالجوارح   وترشيد الفكر بمنهج الله ربنا.

بدا يكون الفارق الأكبر بين حضارة وأفراد صنعهم الله تعالى على عينه وبين حضارة وأفرادها  وكلوا لأنفسهم فضاعوا ومزقوا كل ممزق، ولعبت بهم شياطين الإنس والجن في متاهات الفكر وضلالات الشبهات وضياع المعاصي.

فلنكن ربانيين كما أراد الله لنا الخير لنسعد في الدنيا والآخرة.