من التسطيح المخل اعتبار الجمهور كله يندرج تحت تصنيف معين وكأنه قالب جامد لتتم مخاطبته بذات الأساليب.

 

لكن من غير الحكمة أيضا التغاضي عن المشتركات الخاصة بين طوائف معينة تندرج تحت تصنيف أو أكثر مثل التصنيف بالعمر – الثقافة – المجتمع وقيمه – المشتركات المحلية – – الحالة الشخصية الاقتصادية – الاقتصادية العامة.

 

وفي حال نظرنا الى نوعية الجمهور من ناحية قبول الرسالة والتفاعل الإيجابي معها نجد من المعروف أن التأثير عملية تتعلق بمدى إمكانية قبول الرسالة الإعلامية من المتلقين حين يصل الى قناعة بمصداقية وأهمية مضمون تلك الرسالة مع عوامل مساعدة مثل مت يطرحها عليه وبأي أسلوب اضافة الى توقيت عرضها وجاذبيته ؛ وقد كانت هناك نظريات سابقة تتحدث عن أن الإعلام له تأثير سحري على المتلقي بمجرد محاولة الإقناع (نظرية الطلقة السحرية أو الحقنة تحت الجلد).

 

وهذا ما يدرك الأكاديميون والباحثون اليوم أنه كان إسرافا في التفاؤل والتنظير ؛ لأن المتلقي تتحكم فيه عوامل مختلفة مثل النتشئة الاجتماعية والثقافية والدينية وعوامل ذاتية وانتقائية تجعله في النهاية يستجيب أو يرفض أو يتشكك في الرسالة الإعلامية.

 

وقد قام علماء الاتصال بوضع مبادئ تتناول صفات معينة بقبول الجمهور للرسالة فقد صنف “دينيس هوويت” جمهور المتلقين إلى نوعين رئيسيين هما:

أ) الجمهور العنيد:

وهو الجمهور الذى لا يستسلم تماما لوسائل الإعلام التى تسعى إلى تغيير آراء ومواقف واتجاهات الجمهور والسيطرة عليه . ذلك أن الرؤية هنا تفترض أن وسائل الإعلام ليس لها قوة إقناعية كبيرة لتغيير عقول الناس ، وذلك بسبب عوامل الانتقائية selectivity التى تؤثر على فعالية وسائل الاتصال وتتمثل فى : التعرض النتقائى ، والإدراك الانتقائى ، والتذكر الانتقائى.

ومع ذلك فإن الإقناع العقلي ومصداقية مرسل الرسالة يؤثران نوعا ما في قبولهم.

 

ب)الجمهور الحساس:

يرى “هوويت” أن وسائل الإعلام لا تؤثر فى كل فرد، وإنما هناك بعض الأفراد الذين يتأثرون بوسائل الإعلام أكثر من غيرهم، وهذا ليس نابعاً من خصائصهم الشخصية، إذ إنه لا توجد دلائل قوية، تؤكد الفكرة بأن بعض الأشخاص أكثر إقناعاً من غيرهم بالرسائل الإعلامية.

 

ولكن الأمر يتعلق بأفراد أكثر حساسية يفترض فيهم أن يكونوا بحاجة أكثر إلى الحماية مثل: الأطفال والمراهقين والشباب والنساء وكبار السن، وهذا النوع من الجمهور هو الذى يطلق عليه “هوويت” الجمهور الحساس. ولذا يصلح معه الخطاب العاطفي والحماسي.

 

ويرى “صالح أبو إصبع”: إضافة نوع ثالث من الجمهور وهو ما يطلق عليه “الجمهور اللامبالى” وهو الجمهور الذى لا يقف موقفاً رافضاً مثل. الجمهورالعنيد، ولا موافقاً مثل: الجمهور الحساس، ولكنه يتعامل مع الرسائل الإعلامية بإهمال تام ولا مبالاة، وهو جمهور غير معنى بالرسالة على عكس الجمهور العنيد الذى يهمه الرسالة ولكنه لا يستجيب لها، والجمهور الحساس الذى يتأثر بسهولة أكبر بوسائل الإعلام) والأساس أن هذا الجمهور يلفت نظره الطرح المبتكر المختلف والأداء المبهر.

فليراعي فريق العمل تلك النوعيات ان غلب بظنهم نوعية جمهورهم.

 

وان لم يتحدد لهم ذلك فالتنويع والتوازن هو الحل.

 

و بكل الأحوال يظل التحدي الأكبر في إبداع الطرح وإقناعه وتنويع الاستمالات بين العاطفي والعقلي والاعتماد على الحقائق دون مبالغة صارفة أو تهوين مريب وهذا يتطلب دقة ومثابرة وتجديد.

 

مع تنويع تناوله بجاذبية واستخدام أدوات وامكانات الوسائل بحرفية.

 

بذا نؤدي ما علينا وعلى الله تعالى التوفيق وشرح الصدور.