مصطفى البدري

معالم مهمة في مسألة خطف السويد لأطفال المسلمين:

١- الموضوع قديم وليس حديثًا، وقد نشر د. إياد قنيبي وثائق تؤكد قدم التعاطي بهذه الطريقة الإجرامية؛

غاية ما هنالك أن المضارين (الجدد من اللاجئين) كان عندهم شيء من الأمل أن يعيد لهم القضاء أبناءَهم،

فلمّا يئسوا لجأ بعضهم لوسائل التواصل لنشر قصصهم.

٢- الموضوع ليس خاصًا بالسويد؛ بل عموم دول الغرب فيه قوانين تسمح بخطف الأطفال من بيوت والديهم بدعوى أنه ابن الدولة قبل أن يكون ابنًا لوالديه.

لكن الأمر في السويد كبير لدرجة عدم القدرة على احتوائه أو إسكات المضارين لكثرتهم وفجاجة التعامل معهم.

٣- رغم الجريمة التي يقع فيها بعض أئمة المساجد في السويد بتصوير الأمر على أنه (بعض تجاوزات فردية من السوسيال)

إلا أننا نتفهم صنيعهم هذا في إطار الحفاظ على العيش الرغيد الذي يخشون فقدانه هناك!!

لكن العجيب أن يفعل ذلك من لا ناقة له ولا جمل؛ فيدافع فقط لأن الثقافة الغالبة قد صرعته حتى اختلطت بلحمه ودمه!!

والأعجب أن ينادي أحدهم باحترام قوانين القوم؛ في حين أنه نفسه يعيش مهاجرًا مطارَدًا بسبب رفضه للقوانين الجائرة في بلده وعامة البلدان العربية!!

٤- نعم.. القانون ليس خاصًا بالمسلمين؛ لكن أكثر من يتضرر منه هم المسلمون لثلاثة أسباب:

أ- عامة المهاجرين من المسلمين، وأكثرهم لا يعلم شيئًا عن هذه الثقافة ولا هذه القوانين؛ فيخالفون مضمونه بسبب جهلهم المسبق.

ب- نص القانون يعتبر التحذير من الزنا الكامل أو الجزئي جريمة شرف تستوجب سحب الابن من والديه!!

وبالطبع الأمر بالصلاة ولبس الحجاب وغير ذلك من الأمور الموجودة عندنا نحن المسلمين تجعلنا أكثر الناس عرضة للوقوع تحت طائلة هذا الإجرام المسمّى قانون!!

ج- هناك تحفز وتربص بالفعل من العاملين بالسوسيال تجاه المسلمين بسبب اختلاف الدين والثقافة والعادات والتقاليد؛ فيحصل منهم جور كبير في حق الأسر المسلمة!!

٥- يجب على كل مسلم أن يقوم بدوره تجاه هذه القضية (أمرًا ونشرًا ونصحًا)

حتى يعم العلم بها ويعرف ذلك كل مسلم مقبل على إقحام نفسه في السفر للغرب بأسرته وأبنائه؛

وكذلك حتى لا يبقى التحذير قاصرًا على بعض وسائل الإعلام التي يسهل اتهامها وتشويه صورتها،

كما يحدث حاليًا مع أخينا مصطفى الشرقاوي وقناته المباركة شؤون إسلامية.

٦- يحرم (حرام) على كل مسلم أن يعرِّض نفسه للوقوع تحت طائلة هذه القوانين المجرمة

وذلك من خلال سفره إلى هذه البلاد دون أن يكون مكرَهًا أو مجبَرًا على ذلك.

٧- وأخيرًا.. حتى لو لم تكن هذه القوانين موجودة؛ لابد أن يعلم المسلم خطورة استقراره في بلاد غير المسلمين،

لأنه (شاء أم أبى) سيتشرب ثقافات القوم وعاداتهم المخالفة لديننا وشريعتنا، وهذا سيؤثر حتمًا في عقيدة أبنائه وأحفاده (إن لم يؤثر فيه هو شخصيًا).

وقد قال صلى الله عليه وسلم: “أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين”.

والله من وراء القصد.

مصطفى البدري

من مصطفى البدري

باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. مراجع لغوي بالرابطة العالمية للحقوق والحريات، والندوة للحقوق والحريات.