رمضان كريم

طــــابَ الــصـيـامُ لأمــتـي والـمـونـقُ

 وزمـــانُــه الــحُــلـوُ الــبــهـيُّ الــريِّــقُ

وافـــى مـغـانـيها فـبـشَّـتْ وازدهـــتْ

ولأهـــلِـــهــا أشـــواقُــهــم تـــتــدفَّــقُ

هــو شـهـرها الـمـشهودُ أكـرمـه الــذي

 يـعـفـو عـــن الـعـبدِ الـمـنيبِ ويُـعـتقُ

هـــلَّــت لـــيــالٍ مُــقــمـراتٌ بــالـرضـا

 فَــبِــنُـورِ آيـــــاتِ الــمـثـانـي تُــشــرقُ

وبــلـيـلـةِ الـــقَــدْرِ الـمـنـيـفـةِ كــرمــةٌ

 لـلـصـائـمـيـن فَــسَـعـيُـهـم لا يُــســبَـقُ

قـــد أُنـــزلَ الــقـرآنُ فـيـهـا وانـجـلـى

 لـــيـــلُ الـــضــلالِ فـــآيُــه لاتــخــلَـقُ

فــالــذكـرُ تــحـفـظـه عــنــايـةُ ربِّـــنــا

والــمــرجـفـون هُـــراؤُهــم يــتــمـزقُ

شــهــر الــصـيـامِ أتــــى يُــذَكِّـرُ أمـــةً

ولـــعــلــهــا بــالــبــيِّــنـاتِ تُـــــوَفَّــــقُ

هـــي أمــةُ الـنـصرِ الـمـبينِ (بـبـدرِها)

 وبــكــلِّ مــعـركـةٍ تــصــولُ وتــصـدقُ

الله يــنــصــرُهـا بـــأجــنــادِ الــسَّــمــا

فاسألْ يُجِبْكَ فليس ينسى (الخندقُ)

أيــامُــهــا كـــانــت مــشــاهـدَ عـــــزَّةٍ

 ولــهـا بــنـودُ بــنـي الـبـطـولةِ تـخـفقُ

نُــصِـرَتْ عــلـى كــلِّ الـذيـنَ تـجـمعوا

لـقـتـالـهـا رغـــــم الــفـيـالـقِ تُــطــبـقُ

وبــشـهـرهـا هـــــذا مــآثــرُهـا عــلــى

 مــــــرِّ الــلــيـالـي وجـــهُـــه يــتــألــقُ

بـالـجـودِ والـصـدقـاتِ والإيـثـارِ فــي

 ضـنـك الـسـنين عـطـاؤُها هــو أخـلَقُ

هـــي أمـــةُ الـرحـماتِ تُــؤوي خـائـفا

ويــــرومُ مـعـشـرَها الـفـقـيرُ الـمـمـلقُ

هـــــي أمَّـــــةٌ رمــضـانُـهـا عــنـوانُـهـا

حــيــثُ الــعـبـادةُ بـالـفـضائلِ تـــورقُ

والـطـيـبـاتُ الــدانـيـاتُ لــكــلِّ مًــــن

 هـــي أمَّـــةُ الـقـيـمِ الـحِـسـانِ وبـابُـها

عـــــن فــضـلِـهـا ووفــائِــهـا لايُــغـلـقُ

ونـبـيُّـهـا الــهــادي وســيـرتُـه زهــــتْ

وبــغــيــرِ وحـــــيِ إلـــهِــه لايــنــطـقُ

صــلــى عــلـيـه الله لــــم يــتـركْ لــنـا

 إلا الـــهـــدايــةَ بــالــمــآثــرِ تـــعـــبــقُ

قـــــد حــــثَّ أمَّــتَــه لــنـيـلِ ثــوابـهـا

فـالـخيرُ فــي الـشَّـهرُ الـمـباركِ يـغدقُ

لـــم يُــحْـصَ فـيـه ثـوابُـها وجـزاؤُهـا

فــعــطـاءُ ربِّــــك يــا بــنَ آدمَ يُــرمَــقُ

فـاسلكْ سـبيلَ الـقربِ مـن ربِّ الورى

 فــحِــبـاءُ بــارئِـنـا الـمـعـظَّـمِ مــطـلـقُ

يـعـطي ويـمـنحُ مَــن يـشاءُ ولـم تـزلْ

 رَحَــمَــاتُـه بـــيــن الــخـلائـقِ تــدفــقُ

مَـــن يـغـتـنمْ شــهـرَ الـصـيـامِ عـبـادةً

 ولــهــا وقــــد هــــلَّ الــهـلالُ يُــوفَّـقُ

يُــحْــرِزْ لــــه فــضـلا يـــراهُ إذا جــثـا 

 فـي الـحشرِ يـومَ الـبعثِ قـومٌ أمـلقوا

ولأمـــتــي فـــتــحٌ قـــريــبٌ فــيــه لا

 يــبـقـى بـدنـيـاهـا الـكـريـمـةِ مـحـنَـقُ