عجيب أمر السياسة والساسة، فحبيب اليوم عدو الأمس والعكس، وقد أدهشتني المغازلات الأخيرة بين بعض الدول العربية وتركيا بعد سبع عجاف شهدت موجات من الهجوم الحاد والاتهامات الشنيعة!

ذكرتني الحرب الروسية الأوكرانية وما شهدته من تجاوزات عالمية وإقرارها كاستيراد متطوعين للحرب ضد روسيا وغيرها من الأمور التي كانت مجرمة بما حدث في العام 2002 تقريبا،

وفي خضم الصراع الدائر بين («إسرائيل» وحزب الله) كان هناك دعم حكومي كبير للمقاومة اللبنانية،

وفي الأثناء ذاتها أعلنت منظمة الكتاب الأفروآسيويين عن مسابقة بحثية اسمها مسابقة السلام، ولما كنت حينها أكتب في كل المجالات دون تردد..

 فقد كتبت دراسة عن «الفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب.. دراسة مقارنة»..

تقدم كثير من الباحثين للحصول على الجائزة فما كان من المستشار محمد مجدي مرجان إلا أن غير اسم المسابقة إلى:

«مسابقة مبارك للسلام»

فاستبشر المشاركون خيرا -إلا أنا- إذ ظنوا أن قيمة الجائزة سترتفع حتى تليق باسم السيد الرئيس!

لم أذهب إلى الحفل مع الأصدقاء الذين راحوا في أبهى زينتهم، فما كان من مرجان إلا أن أحسن استقبال المشاركين واشبعهم عبارات رنانة وشكرا وتقديرا و(عصير بست) واعتبر كل من تقدم فائزا ومنح كل (واحد نفر) منهم شهادة تقدير بدون جوائز مادية

لم آخذ شهادتي حتى اللحظة ولم أحظ بشيء..

لكن صديقا صحفيا كبيرا في صحيفة حكومية يومية طلب الدراسة الطويلة فنشرها في نحو ثلاث حلقات كانت الأولى منها في نحو صفحة كاملة،

ونشرت الحلقتان الأخريان في نحو نصف صفحة،

وقابلني أ.د صوفي أبو طالب -الذي كتب دراسة في ذلك العام بعنوان (حق الشعوب في الكفاح المسلح)-

فاثني على المقالات وكان يظن أنني خريج كلية الحقوق!

 في العام ذاته صدرت الدراسة ضمن كتاب ضخم أسهم فيه علماء من أنحاء العالم الإسلامي،

ثم أعيد نشره عام 2015 بسبب بعض الظروف السياسية في المنطقة العربية.

والآن أتساءل:

ترى ماذا لو تقدمت بنفس المقالات إلى نفس الصحيفة هل كانت لتنشرها مع تغيير المعطيات على الأرض؟!

وليد كسّاب
Latest posts by وليد كسّاب (see all)

من وليد كسّاب

عضو اتحاد كتاب مصر