أقبل عليك تحيةٌ وسلامُ

ماذا خَبَأْتَ لأمتي يا عامُ

أهي البشائر ضاحكاتٌ كالسنا

أم حمر أهوالٍ عتت وظلامُ

رفقاً فإن جراحها لما تزل

تدمي فلا تهدا ولا تلتامُ

والوهنُ فيها العار وهو مذلةٌ

وأذل منه إذا ارتضته أنامُ

وعصائبٌ من أهلها غدروا بها

ومضوا عليهم عارهم والذامُ

وذوو سخائم حاقدون يؤزهم

فيما يشين القس والحاخامُ

مشت الخطوبُ حرائقاً في ساحها

واستأسد الأدنون والأقزامُ

وأديل من أحرارها لإمائها

وعلا بها بعد الكرام لئامُ

ها هم بنوها ضارعين أذلةً

وعلى ملامحهم قذى وقتامُ

فكأنهم من بؤسهم وهوانهم

غنمٌ يقود جموعها غنّامُ

تُقضَى الأمور وهم أسارى ويحهم

لا يعلمون كأنهم أصنامُ

وتباع أوطانٌ وتسبى عزةٌ

وتهان أعراضٌ لهم وتسامُ

فهم القصاع تداعت الدنيا لها

وكذا العرين إذا غفا الضرغامُ

صدئوا ومات جهادهم وجلادهم

وهوى لهم مجد وفُلَّ حسامُ

وإذا شكوا فشكاتهم لعدوهم

بئس الشكاةُ وبئست الأقوامُ

يا عام رفقاً إن أمة أحمدٍ

بين الخطوب العاديات تضامُ

فاحمل لها نصراً تعز به غداً

وتقوم لا عجز ولا استسلامُ

وهدأت أرقب ما يكون فهزني

صوتٌ ينادي العام لا يا عامُ

النصرُ صبرٌ والثباتُ مفازةٌ

والعجز مقتٌ والخنوع لجامُ

فإذا غلبت العجز كنت مظفّـراً

أوْ لا، فأنت رثاثةٌ وحطامُ