1- قال الشيخ الشعراوي (رضوان الله عليه) إن بعض مشاهير الأدب والسياسة والفن، طلبوه وهم على فراش الموت، وأشهدوه على توبتهم، وندمهم، ورفض الشيخُ الشعراوي ذِكر أي اسم، لأنها أمانة كما قال، ونفس الأمر حدث مع د. مصطفى محمود، وحكى تفاصيل ذلك في بعض كتبه، ومن دون ذٍكر أسماء أيضا.

2- قال الكاتب والمؤرّخ السعودي الراحل، الشيخ حمد الجاسر (1907م – 2000م): لمّا زرتُ طه حسين في منزله سألته: يا دكتور: ما كنتم ذكرتموه في كتابكم (في الشعر الجاهلي) هل ما زلتم تقولون به؟ : فقال طه حسين: كان ذلك من عبث الشباب.

3- ذكرَ العلّامة محمود شاكر أن طه حسين، عاد في آخر حياته لصحيح الإسلام، ورجع عما كان يقوله في كتبه.

4- تكلّم الكاتب الكويتي «عبد الله عبد العزيز الهدلق» في كتابه: (ميراث الصمت والملكوت) عن تغيّر المشاهير، وتقرّبهم من الله، عند اقتراب الأجل.

(الطريف أن الكاتب الكويتي «عبد الله الهدلق» ضلَّ بعد ذلك وألحدَ، وأصبحَ المدافع الأول عن الصهيونية وحق إسرائيل)

5- يقول الكاتب الإسلامي أنور الجندي في كتابه: (رجال اختلف فيهم الرأي) إن قاسم أمين، تبرّأ من دعوته لتحرير المرأة، وندم على كتابيه: تحرير المرأة، والمرأة الجديدة، وقال في حواره مع مجلة الطاهر، أكتوبر 1906م: (أدركتُ خطر دعوتي.. وأحمدُ اللهَ أن خذلها..)

ويقول قاسم أمين: (لقد كنتُ أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في تحرير نسائهم، وغاليتُ في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم، ولكن أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال وأخلاقهن بكل أسف ما جعلني أحمد الله أن خذل دعوتي، واستنفر الناس إلى معارضتي …)

6- عشرات، ومئات، وآلاف، من الشعراء، والفنانين، والكُتاب، والصحفيين، والسياسيين، ورجال الأعمال، والطغاة من كل الاتجاهات والطوائف والفئات؛ تابوا قبل موتهم، لكنهم لم يعلنوا ذلك، كِبرا وغطرسة، ولذا يقول العلّامة محمود محمد شاكر (أبو فِهر):

(هكذا الكبارُ دائمًا يُخطِئون في العلن، ويتوبون في السِّر)

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي