الدكتور طارق الزمر
الدكتور طارق الزمر

أكد الدكتور طارق الزمر الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن خريطة الفقر الماساوية” التي تقض مضاجع المصريين منذ عقود رسمها الحكم العسكري ولازال مصرًا على توسيعها !!

وقال الزمر في تدوينة له علي شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك ” :فقراء مصر هم أكبر شاهد على فشل النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ستين عاما، فمشكلتهم تتفاقم منذ وصل الضباط لكرسي الحكم وذلك في إطار فشلهم الواضح في إدارة الدولة وبالأخص إدارتها الاقتصادية فضلا عن النهب المنظم الذي وصل لمستويات مخيفة ولهذا فقد اتسعت مساحات الفقر في عهدهم حتى عمت المجتمع على مدى العقود وأصبحت من أهم معالم مصر.

وأشار الزمر إلي أهمية التأكيد علي  أن انتشار الفقر واتساع دائرته هو سبب موجب بذاته لتغيير النظام حتى لو كان منتخبا فليس هناك مبرر لإثارة الخلاف حول كونه نظاما شرعيا أم مغتصبا وليس هناك داع للحديث حول كوننا حركة معارضة من داخل النظام أم حركة ثورة تسعى لإقصاء النظام بشكل كامل

وتابع : فأولوية الفقر التي تجتاح مجتمعنا وانات الجوعى التي تضج منها مسامعنا يجب أن توحد صفوفنا وتحشد همنا نحو هم واحد هو إنقاذ الغالبية الساحقة من شعبنا التي تتأزم حياتها يوما بعد يوم وتتضور جوعا على مدى الساعة.

ولفت عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية إلي أن التنمية ومكافحة الفقر من المهام الرئيسية للحكم والتي توجد معها شرعيته فإذا أخل بها فقد أخل بأهم واجباته وتخلى عن موجب رعايته وسقطت طاعته ووجبت مكافحته لإقامة من هو أولى بالحكم منه ومن ثمّ واجباته.

واستدرك قائلا والأخطر من ذلك وأنت تدقق في إجراءات ومسالك النظام العسكري تجده يسعى لنشر الفقر وإذلال الأجيال جيلا بعد جيل فسياسات الإفقار وسياسات الخصخصة وتتبع خطوات صندوق النقد الدولي وإلغاء الدعم إضافة لعمليات النزح المنظم للثروات وتبديد الموارد الإستراتيجية أدت وتؤدي إلى تدمير كل مقومات التنمية وتبدد كل أمل في مستقبل يحفظ الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

وحدد الزمر أسباب الفقر في مصر والتي تبرر للفقراء أن يتعلقوا برقاب حكامهم مؤكدا أنها  ترجع لطبيعة النظام السياسي ذاته والذي فشل في توفير الاستقرار والأمن اللازم للنمو الاقتصادي كما يرجع لطبيعة النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي يتيح للقلة أن تحتكر الثروة فضلا عن تنظيم وتقنين عمليات النهب التي أرهقت موارد الدولة وبددت معظم الثروات .

وأضاف : وفي ضوء ذلك لا تسأل عن عدالة التوزيع لأنك لن تجد غير الفوارق مجسدة بشكل بشع فالأغنياء الذين لا يزيدون عن 10% من الشعب يحتكرون أكثر من 80% من الثروة وغالبية الشعب الساحقة 90% لا يمتكون أكثر من 20%من الثروة.

وعلى هذا والكلام مازال للزمر  أصبحت خريطة الفقر في مصر على درجة عالية من المأساوية ففي الصعيد يعاني أكثر من 60% من الفقر الشديد ربعهم لا يجدون قوت يومهم ومن بين ألف قرية هي الأشد فقرا في مصر تقع 762 قرية في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج..

وفي الوجه البحري كما يشير الزمر فإن أكثر من 20% من سكانه يعانون من من الفقر الشديد خمسهم تقريبا لا يكاد يجد قوت يومه. وفي ضوء ذلك فإن أكثر من 85% من سكان الريف يعيشون تحت خط الفقر و42% من الحضر مثلهم كما أن ما يقرب من 60% من فقراء مصر لا يأكلون اللحوم والأسماك إلا حسب الظروف و35% منهم لا يأكلون الفواكه لعدم القدرة على شرائها ويكتفي 58% منهم بوجبتين فقط بينما يعتمد أكثر من 60% منهم على الفول والعدس طعاما رئيسيا.

وخلص إلي أن هذه مصر الدولة الغنية التي أذلوا أهلها بالفقر وعاش غالبية شعبها في ضنك مستمر وكلما تطلع للراحة باغتته الحكومات المتعاقبة بضرورة شد الأحزمة والربط على البطون في الوقت الذي تشهد بنوك العالم مليارات مصر المنهوبة والتي تكفي شعبها لأن يعيشوا مثل أغنى شعوب العالم وتشهد بلادهم أكبر عدد من المليارديرات في العالم العربي.