د. ياسر عبد التواب

تلك السلطة الإعلامية -التي يطلق عليها السلطة الرابعة-

لا تكون ذات جدوى كبيرة في المجتمع إلا في ظل جو من الحرية يرعاه الجميع ويحافظ عليه الجميع من أجل أداء ذلك الدور المهم

فهناك ما يطلق عليه «أيكلوجيا المجتمع»

أي البيئة التي يصنعها المجتمع ويتفاعل فيها أفراده ومؤسساته لصياغة حياتهم وفقا لما ارتأوه -أو أجبروا عليه- من سبيل الحياة

فالإعلام بوجه عام جزء من نظام المجتمع وكيفما تكون الحالة العامة لذلك المجتمع ومؤسساته من النواحي المختلفة

(نظام سياسي – حريات عامة – ثقافة – تعليم – حالة اقتصادية الخ ) يكون الإعلام فيه.

فقد يحتل الصدارة في التأثير حين تكون ظروف الحرية مواتية وبقية مؤسساته تدفعه لممارسة دوره المناسب.

وقد يتراجع تأثيره أو يختفي كلما دفعته المؤسسات الأخرى ليكون بوق دعاية لصالح الأنظمة المحلية والدولية.

وفي كل الأحوال نجد أهمية خاصة للحرية كإطار أساسي للعمل الإعلامي الناجح

لأن الحرية هي التي تجعل الإعلام والإعلاميين يقدرون على طرح أفكارهم وقضاياهم دون تردد أو خوف؛

كما أن مصادرهم أيضا لا تتردد في إمدادهم بالمعلومات التي تعد المفتاح الأكبر لما يطرح في الإعلام من قضايا  عن استخدام هذا الحق.

ويبقى الأمر بعد توفر حق الحرية يتعلق بمسؤولية الإعلاميين وما بين الحرية والمسؤولية تقع الحقوق والواجبات التي تحكمها المواثيق والقوانين والأعراف المهنية.