صلاح الإمام

الهروب الكبير، هو اسم فيلم أمريكي أنتج في ستينيات القرن الماضي..

ويحكى قصة حقيقية وقعت أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية حين نجح 76 ضابطًا وجندىًا «تابعين للحلفاء» في الهروب من معتقلهم النازي.

شاهدت الفيلم منذ أكثر من 40 سنة، ومن خلال أحداثه وقفت على صعوبات عملية الهروب ..

فحفر النفق يحتاج معدات حفر وقد تمكنوا من توفيرها بالاستيلاء على بعض معدات حديقة السجن ..

والمشكلة الثانية كانت كيفية التخلص من التراب الناتج عن عملية الحفر

وتغلبوا عليها بعمل أكياس قماشية تحت ملابسهم ثم يقوموا بتفريغها في أركان حديقة السجن..

وكانت المشكلة الثالثة هي ضرورة عمل دعامات للأجزاء التي يتم حفرها أولا بأول حتى لا ينهار النفق على من فيه.

وتغلبوا عليها بالاستيلاء على ألواح كل الأسرّة «الملة» التي تخص كل زملائهم.

كانوا ضباطا وطيارين وعلى دراية بالحسابات وكان المفروض أن تكون فتحة النفق داخل الغابة المواجهة للسجن..

لكن حساباتهم جاءت خاطئة نسبيا فظهرت فتحة الخروج في عرض الشارع فقرروا أن يتم الخروج ليلا حتى لا يراهم جنود المراقبة ..

وبالفعل تمكنوا من الهروب في واحدة عدت وقتها أعظم عملية هروب.. لكن تم مطاردتهم وتصفيتهم جميعا ولم ينج منهم غير ثلاثة فقط..

أبطال فلسطين تفوقوا عليهم

الذي قام به أبطال فلسطين تفوق على أبطال عملية الهروب الكبير بكثير..

فهم تمكنوا من حفر النفق بالملاعق وعلى مدى سنوات مستلهمين تجربة بطل رواية (الكونت دى مونت كريستو)

ولم يكن لديهم دعامات للنفق فجعلوا النفق ضيقا حتى لا ينهار.. واختاروا بداية النفق من فتحة مرحاض ومساره بحوار مواسير الصرف حيث تكون التربة رطبة طرية.. ونجحوا

هذه عملية تستحق أن تسجل فى موسوعة جينس وتستحق أن يسجلها التاريخ كواحدة من أعظم وأنجح عمليات الهروب من السجن إلى الحرية

والدرس المستفاد من هذه العملية هو «لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة»

من صلاح الإمام

كاتب صحفي