الشباب قوة هذه الأمة القاهرة، بهم أنيط مستقبل الأمة. كان شباب هذه الأمة في سالف الزمان فارس كل ميدان وفاتح كل باب مغلق، بهم تفتح الفتوح وبهم تقهر الأمم وبهم يتزلزل كيان الكفر والطاغوت.

ولقد أثنى الله تعالى على إيمان الشباب وحماسهم فقال عز من قائل: {إنهم فتية آمنوا بربهم}.

وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على عبادة الشاب فقال: سبعة يظلهم الله….شاب نشأ في عبادة الله.

ولكن اليوم نرى شبابنا يضيعون في متاهات الجهل والفساد والميوعة والخمول والركود،

كأنهم أبناء الثمانين من كثرة ما تجد على جباهم من علامات الإرهاق وآثار الفساد،

فلا صراحة في الكلام، ولا قوة في الأداء، ولا جدية في العمل، ولا حرص على التقدم، ولا حافز على التنويع والابتكار في الأمور.

إن الكفر اليوم يخطط للشباب وينفق على إفسادهم ملايين دولارا بغية صرفهم عن الإسلام وإلهاههم في الملهيات وإهدار طاقاتهم في أمور لا تنفعهم في إعمار الدنيا وتبعدهم عن دينهم

كالقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي و… من المنكرات التي تهدر طاقات الشباب وتضيع مواهبهم.

إن الشباب اليوم يضيعون في أعمال الفسق والفجور والكثير منهم أصيب بالإدمان ويتعاطى المخدرات،

والكثير منهم أفنى عمره في الفضائيات والعشق بالمحرمات وتقديس أبطال الكرة واللهف بمشاهدة مباريات كرة القدم والألعاب الأخرى.

ومن جانب فهو في الجهل المطبق عن أمور دينه، فلا صلاة، ولا حمية للدين ولا غيرة للإسلام، ولا حماس في الدين،

ولا رغبة في العبادة، ولا علم بالصلوات المفروضة وأحكام الدين، ولا شوق للدراسة.

فمن بالشباب ومن ينقذهم من براثن الجهل الذي أطبق عليهم، ومن يحترق لهم،

ومن ينجيهم من ظلمات الشقاء والميوعة إلى نور السعادة والقوة، ومن يخرجهم من الحضيض ويوصلهم إلى القمة؟!

عبد الرحمن محمد جمال

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.