صفوت بركات

التدافع العلمي مستقل عن التيارات، لأنها سنة كونية، وتقع لكل التيارات في داخلها وبينها وبين مخالفيها..

حتى أنا لا استطيع بلع الطعام الطيب، إلا بعد تدافعي بأسناني وضروسي معه -أيام كان لي أسنان وضروس-

فالتدافع العلمي مستقل عن أطرافه لأنها من طبيعته الموضوعية أي لا علم بلا خلاف حتى بين القابلات للأطفال..

وأزعم أني سلفي واتبع منهج علمي وألتزم بقانون البحث العلمي..

 ففرق موضوعي كبير بين ما من شأنه وطبعه التنازع، حتى احتجت الملائكة على نزول آدم إلى الأرض ووراثتها.

وكان أول احتجاج ومادته، هو العلم، ولأن العلم أشرف ما في الكون لنسبته لرب العزة، كان بقاؤه موضوع التدافع والاختلاف بين مريديه ومنتسبيه.

وأنا معكم في عيب غياب الأدب في الاختلاف، لأن الأدب لا يستقل عن العلم، بل هو شرط تحمله الأول، وجسر عبوره وروح بقائه متقدًا.

ولولا الخلاف لمات العلم -والعياذ بالله من أن يموت-

وهنا لابد أن نعلم؛ أن الخلاف العلمي والتدافع فيه، لا يقتضى الهجر والاعتداء والتنابز بالألقاب،

كما لا يقتضى الافتراق وتمزيق الجماعة بل التدافع يبقى العلم ويحفظه من الدرس أو الاندثار.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية