صفوت بركات

يسع المرء ما لا يسع الجماعة المناخ العام

أو السياق العام

أو علة الزمان

هي بوصلتك في فهم الجاري بصورة أقرب للحقيقة وبنسبة خطأ قليلة

وكتبت تحذيرًا هامًا 2012

أن علة الزمان وهذه الحقبة انتقال النفوذ وصناعة القرار العالمي من مركزه وإعادة توزيع النفوذ والأوزان النسبية في المشاركة فيه وتظل تلك الحقبة سائلة

وربما تأخذ نصف قرن وفيها تنقض تحالفات وتتشكل تحالفات ثم تنقض وتصنع محاور وتهدم وتتفكك

وتصبح الحركة للكيانات من حلف لحلف هي الحالة السائدة حتى تؤلف وتصبح أمراً طبيعيا ويصبح تقبلها أمراً غير مستنكر

وهذه الخلخلة والتقافز ربما هي السمة السائدة اليوم وفى غضون هذه الفترة النصيحة لكل مسلم أن ينأى بنفسه عن كل الانحيازات،

وخاصة الدعاة إلى الله والمصلحين وحملة الأخلاق والرواد لكل ما ينفع الناس فبرغم صلاحهم إلا أن انتماءاتهم واجتهاد كياناتهم الكبيرة،

والتي تتقلب كتقلب السفن في المحيطات واجتهادتهم بالانحياز للتحالفات،

وتبدلها كل مدة ربما تقصر أو تطل تضر بالقيم وحملتها والأمناء عليها ويسع المرء ما لا يسع الجماعة والكيانات الكبيرة،

وإذا كانت الآخرة هي قبلتك ومنتهى حياتك وقصدك وشغلك الشاغل فلابد أن تدرك علة زمانك ومكانك وان تختار مابين الجنة والنار وسبل النجاة.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية