كارم عبد الغفار

♦ فازت قطر وتستحق.. أفسحت لنفسها مكانًا أكبر بين الصفوف وتستحق، وأعطت درسًا للعرب والمسلمين فكانت الأستاذ -مؤقتًا- وتستحق.

♦لا أفضل للأفكار والأديان والدعوات من «الفعل»، إنه السحر الحقيقي على هذا الكوكب، إنه الجسر الأقصر للوصول إلى الهدف وصيد الفريسة واتقاء الشرور وسلامة المرور.

♦ لا أفضل من أن تتجاهل وتفعل؛ فالفعل صارخ زاعق حاضر مزاحم يقول كل شيء ويلون كل شيء ويطير بك إلى أقصى أمانيك، هذا أبسط دروس المونديال القطري وأعمقها.

♦فرغم الحشد الهائل ضد الدولة الصغيرة وأميرها الصغير وتجربتها الصغيرة،

وهو حشد في أساسه كان ضد رمزيتها كدولة عربية مسلمة محافظة، كان الفعل القطري أقوى وأبهى وأطغى وأبعد أثرًا،

بدءًا من الافتتاح بالشاب غانم المفتاح انتهاء بأعلام فلسطين التي ظلت تطير حتى آخر ساعة.

♦ والأهم من فعل الدولة كان فعل الناس، عفوية الشعب،

الذي غطى ثغرات لم يكن لأي تنظيم رسمي أن يفعلها لولا شغف الناس بالتجربة،

سواء كانوا قطريين أو مسلمين بعمومهم، فالناس هم من زاحموا الأعلام وجعلوا علم فلسطين الأعلى،

والناس هم من أكرموا الجماهير وتصرفوا معهم بصورة تغسل بعض السواد الذي يتلقونه في إعلامهم المزور أو الذي يلمسونه حقيقة في بلاد إسلامية أخرى،

تركوا ممارسة لامست إنسانية الناس فذهبوا يحكون عنها من أول فنجان القهوة

الذي يوزعه الناس على الجماهير كأنهم أصدقاء حميمون إلى استضافات الخيام.

♦سلوك الناس وفعلهم أغنى العرب عن مئات الخطب، سلوك الناس

وفعلهم وفر للكاميرات مادة سخية قوية قطعت الذراع الألمانية المتسخة وشوشت على عفونة أهل العفن..

♦ ومن اللافت في المعنى والمغزى أن كثيرًا من الأوروبيين جاءوا ليدعموا الوساخات المعاندة للفطرة البشرية أو على الأقل كانوا محايدين اتجاهها،

فعادوا منبهرين بـ«شطافة الحمام» والنظافة الشخصية.

كارم عبد الغفار

من كارم عبد الغفار

عضو اتحاد الكتاب المصري، باحث في التاريخ