(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ)

1)

هل وصف الله لكم جنّته في لحظة اختياركم للارتحال إليه وعرضها عليكم فيها فتشوّقتم إليها، أم أنّه جال بأرواحكم عليها وأنتم سارحون في حواصل طير خضر تحت عرشه، وتنظر إليها عندما تأوي إلى قناديله المعلقة!

2)

أم أنّكم عرفتموها بصفاتها التي كنتم ترتّلونها في القرآن، وتسمعونها من كلام رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه الذي شاهدها في رحلة العروج إلى السماء.

3)

أم أن الله قد آتاكم إحساساً عالياً في بعض جوارحكم فشممتم عَرْفَها الطيب ورائحتها العابقة الزكيّة وترنو إليكم ملاذّها الظاهرة، وكأنّ الجنة قد تزيّنت وتطيّبت لضيافتكم، وسرّت بطيبها قلوبكم وسكنت واطمأنّت.

4)

وهل أرشدكم الله إلى بيوتكم ومنازلكم ودرجاتكم في هذه الجنّة، لا تخطئون طريقها، وكأنّكم كنتم تسكنونها مذ كوّنكم الله، لا تحتاجون أحداً ليدلّكم إلى طريق الوصول إليها !

5)

أم أن الله قد وصفكم لكم ما يشُوقكم إليها، ويدفعكم إلى أحضانها، ويرفعكم للنظر إلى ما فيها من كراماتكم المنتظرة !

6)

وهل أعْلَمَ اللهُ أهلَ السماء بقدومكم عليها، وأنه قد خصصها لكم، إظهاراً لكرامتكم عند ربكم، ومباهاة بكم في خلقه العظيم!

7)

وهل كان تعريفها لكم يعني تحديدها من تلك الجنة الواسعة التي حدثنا الله عن عرضها الممتد بالسماء والأرض، ولم يصرّح لنا بطولها الممتد العميق، أم كانت لكم تلك الجنة الموروثة المسمّاة باسمكم يوم استحقاقكم لها، فلا يضل أحد عن جنته المخصصة له المعرّفة والمفروزة !

8)

أم أنّ الله قد أعلاها لكم وشرّفها ورفعها كأعراف الجبال العالية، ونقل مقامكم إليها !

طوبى لكم.

من د. أسامة الأشقر

مؤرخ وروائي فلسطيني