د. حاكم المطيري

﴿يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا﴾

[النساء: ١٧٤]

إن خيرية هذه الأمة هي بالدعوة إلى الله وإلى الإسلام وإعادة البشرية إلى فطرتها وإنسانيتها ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾، كما قال سبحانه: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾، وقال تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، وأما الحضارة المادية فهي مشاع بين كل الأمم وقد تكون سببا لشقاء الإنسان ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾، وما جرى في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وفلسطين من تواطؤ الطاغوت الدولي على إبادة المستضعفين بكل أسلحة الدمار الشامل الذي أنتجتها الحضارة المادية يؤكد حاجة العالم إلى عودة أمة الإسلام التي تتمثل قيمه وتقيم أحكامه وعدله لتنتهي دولة الطغيان وحكم الشيطان.

وحاجة الإنسانية اليوم إلى هدايات السماء وإلى الرحمة التي بعث بها خاتم الأنبياء ﷺ للخروج من هذه الجاهلية والطاغوتية والوحشية المعاصرة أشد من حاجة المجتمعات البشرية في جاهليتها الأولى!

فالحضارة الإسلامية ببعديها الروحي الأخلاقي والمادي السياسي هي الحضارة الإنسانية الوحيدة التي حررت الإنسان فردا ومجتمعا من الطغيان ليعود خليفة لله في الأرض ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ ﴿ليستخلفنهم في الأرض﴾ بينما أعادته الحضارة الغربية فردا ومجتمعا إلى اتباع الشيطان وعبادة الطاغوت، ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾،

وفي ظل الانهيار الروحي والأخلاقي الذي تمضي إليه الحضارة الغربية المادية وفي ظل طغيانها وما تفرضه على العالم عبر نظامها الدولي ومؤسساته من الإلحاد والدعوة للمثلية والنسوية والإباحية الجنسية -وهي نهاية حتمية للحضارة المادية والليبرالية الغربية التي بدأت فكرية ثم سياسية ثم انتهت ليبرالية اجتماعية مجتمعية لم يبق معها من الفطرة الإنسانية وقيمها الروحية ما يميزها عن الحيوانية البهيمية وهي بمثابة إعلان عن إفلاس هذه الحضارة ونهايتها- لم يبق إلا الإسلام القادر على إنقاذ الإنسانية كما أنقذها أول مرة!

د. حاكم المطيري

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت