تقول الحكمة العامة -إن الجاهل بالشيء عدو لما يجهل- نعتمد هذه الحكمة عندما نلاحظ أميا هلفوتا ينقد أسياده عن جهل ويلقي الأحكام جزافا (مثل ذلك الشنتي الذي يهتك أعراض أسياده في إعلام223)وهو مكلف بمهمة قذرة، فترى هذا الصنف لا يعي ما يقول أو ما يكتب، فهو يكثر من الكذب والبهتان ويسرع إلى تصديق كذبته والاقتناع بها،.

من ذلك مثلا الجماعة التي تجندت بتويلات خارجية ضخمة، وبحوافز داخلية مريبة، وتتمثل مهمتها في محاربة الدين الإسلامي(شريعة وعملا)تحت يافطة”الإسلام السياسي” ولما تسأله عن الفارق بين الإسلام-الدين-والإسلام -السياسة- سيتلعثم، لأن الذي كلفه بالمهمة لا يملك الجواب، وسرعان مايتبع هذه الجوقة حشد من الأميين الدينيين،.

فإذا كان داخل هذا القطيع علماني، أو وطدي، قومجي، أو مثلي يكون الجواب مباشرة:الشيء من مأتاه لا يستغرب- أما عندما ينخرط في هذا القطيع «المتدين» أو «المحسوب عن الذود عن دينه وعن هوية بلاده» فإن الأمر فيه نظر،.

يعلم الله أني أطرب لما أقرأ أو أسمع تجاوزات هذه الجوقة، ولا أعجب عندما ينخرط فيها الثقفوت، مثل الشرفي والحاجة ألفة ويوسف الصديق،

هنا وجب الرد وكشف الأباطيل لأن المقارعة فيها ندية أكاديمية،.

لكن ما يحزنني هو ارتماء من تخصص في العلوم الشرعية ويكرر عن جهل ما خطط له أعداؤه، ويسألك عن الإسلام السياسي مثلا، أوتراه يدعي في العلم معرفة وينشر كلمة ملخصها أن الفقهاء المعاصرون لم يقدموا أطروحات تواكب العصر، وذهب أحدهم إلى نقد كل المجامع الفقهية بالعالم الإسلامي قائلا”،،، الأغلبية بقيت رهينة المجامع الفقهية، التي تنظر في القضايا العامة، لكن الفقه التربوي والفقه الاجتماعي والفقه الثقافي والفقه الصناعي والفقه القضائي (هكذا)حلقات مفقودة في الفقه”، أتحداه لو يذكر أسماء المجامع العالمية والمحلية بدقة، وأقول له أتحداك لو تقدم للرأي العام الملفات التي تناولتها تلك المجامع قديما وحديثا،.

سأترفع عن إلقاء الدروس لهذه الأصناف، وأكتفي بتقديم جزء من العناوين التي تناولها المجمع الفقهي الدولي في دورة (نوفمبر2.19)، وكنت من المشاركين بصفتي «خبيرا ممثلا لتونس»، لقد وقع التطرق إلى قضايا اقتصادية واجتماعية في غاية من الأهمية منها: معضلة التضخم-الدينار الإسلامي-العملة الرقمية، بيتكوين-استئجار الأرحام وبنوك المني والبويضة-ندرة المياه، وغيرها، لا يقف الفقه عند العبادات مثلما علموك، بل يتناول شرايين حياة المسلمين في كل المجالات،،،

من د. محمد بوزغيبة

أستاذ في جامعة الزيتونة بتونس‏