د. يوسف رزقة

أربعمائة إرهابي من المستوطنين يهاجمون بلدة «ترمسعيا» شمال شرق رام الله  تحت حماية جنود الاحتلال. المستوطنون الإرهابيون حرقوا (٣٠) منزلا، و(٤٠) مركبة للمواطنين، وأصابوا بجراح مختلفة (١٢) مواطنا مدنيا مسالما. الهجوم القذر الشرس استهدف مدنيين عزل بشكل مباغت. الهجوم الإرهابي كان هجوما متعمدا، ويهدف إلى إيقاع أكبر خسائر ممكنة بالسكان المدنيين، الذين لم يجدوا حماية من السلطة وأجهزتها؟!

إنه لمن المؤسف أن لا تتحرك أجهزة السلطة لحماية السكان، ومن المؤسف أنها لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع العدوان، ولديها سباقة قريبة العهد تحكي لها ما يجب أن تفعله، كان هجوم المستوطنين الإرهابي على «حوارة» قرب نابلس، وإحراق البيوت والمركبات درسا كافيا للسلطة لأخذ العبرة، وإعداد خطط تحمي المواطنين عند تكرار مثل هذه الموجة الإرهابية واسعة النطاق.

اتصال عباس برئيس بلدية «ترمسعيا» لشدّ الأزر، أمر لا يكفي، ولا يبرر عدم دفاع الأجهزة عن سكان المدينة. هذا الهجوم الغادر يمكن أن يتكرر في بلدات أخرى، لذا نريد خططا جاهزة لحماية السكان عند تكرار هذه الجرائم. الكلام التضامني لا يكفي، والاستغاثة بدول العالم لا تكفي، بل ثبت أنها استغاثات غير مجدية.

من لا يستطيع حماية السكان عليه أن يترك منصبه لمن يستطيع أن يقوم بالواجبات الملقاة عليه. المواطنون يعرفون حجم ضعف السلطة وحجم خضوعها للاحتلال ولكنهم لم يتصورا حجم هذا الضعف، وترك حماية المواطنين، وكان يمكن لشرطيين من الأجهزة أن يوقفا هجمات هؤلاء الإرهابيين بزخة رصاص واحدة.

هذا ويجدر بفصائل المقاومة أن تستخلص العبرة من «حوارة» و«ترمسعيا»، وأن تكون لديها خطط تمنع هذه الاعتداءات.

هذا مطلب للمواطنيين في «ترمسعيا» و«حوارة» وغيرهما، وهو أمر ممكن، وليس مستحيلا.

من يتصدى لاجتياحات الجيش في جنين ونابلس، يمكنه أن يدافع عن البلدات التي يمكن أن تتعرض لمثل هذه الهجمات الإرهابية.

المستوطن جبان، ولكنه يكون شرسا إذا أمن العقاب، وصاحب الحق شجاع، ولكن يلزمه التخطيط بشكل مسبق على وقوع الجريمة.

د. يوسف رزقة

من د. يوسف رزقة

كاتب ومحلل سياسي، فلسطيني أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق