تقتضي أمانة الكلمة والتحليل السياسي للوضع في السودان، أن أتوقف عن الحديث فيما يخص الشأن السوداني للأسباب التالية ،وترك ملاحظات عامة حول المشهد السياسي.

أولا

سقوط القنوات الإعلامية سقوطا مهنيا في التغطية الإعلامية والتسابق نحو خداع المتابعين، حسب أجندة كل وكالة إعلامية ومصالحها وتوجهاتها.

ثانيا

عدم توفر المصادر الصحيحة والموثوقة لبناء رؤية أقرب للواقع والحقيقة.

ثالثا

تداخل القوات المتصارعة في تكوينها تداخلا قبليا في مكوناتها مما يتسبب في حرج الانحياز إلى طرف دون طرف اخر .

رابعا

الفائز في تلك المواجهة المسلحة هو الخاسر أيضا لان الدم الذي يسقط هو في النتيجة النهائية من شعب السودان الطيب.

خامسا

خطورة تشكيل كيانات مسلحة خارج إطار الدولة الرسمي يؤدي في النهاية إلى ذلك المشهد المعقد الذي يهدد بضياع وانقسام الدولة السودانية.

سادسا

شرعنة الكيانات المسلحة السودانية وإقرار البرلمان بوجودها ومنحها دور سياسي أكبر من الجيش السوداني زاد من تعقيد المسألة السودانية.

سابعا

تورط الجيش المصري في الصراع بين الطرفين ينذر بكارثة كبرى ويؤدي إلى مزيد من الخسائر في القوات المصرية.

ثامنا

موافقة القوى المدنية السودانية علي إقصاء الإسلاميين من الحكومة المدنية السودانية، أدي في النهاية إلى تعرضهم لغدر العسكر وعدم رغبتهم في مزاحمة التيار المدني للعسكر في الحكم.

تاسعا

النظام القبلي العشائري في السودان يزيد من تعقيدات المشهد السياسي ويجعل المواجهة بالغة التعقيد والصعوبة.

عاشرا

وجود سماسرة اقليميين ودوليين من أجل السيطرة على مناجم الذهب في السودان يزيد من الرغبة في الاستمرار في هذا الخيار المسلح حتى نهايته وإضعاف الجيش السوداني وإضعاف قوات الدعم السريع أيضا ومن ثم سهولة احتلال السودان وتقسيمها والسيطرة عليها.

حادي عشر

عدم رؤية جميع الأطراف المتصارعة للشعب السوداني يزيد من محنته واستمرارية معاناته.

ثاني عشر

الصراع الشخصي بين قيادة الدعم السريع وقيادة الجيش السوداني يجعل المعركة صفرية وغير قابلة للتفاوض أو التصالح، حتى يتمكن أحدهما من حسم الموقف لصالحه.

ثالث عشر

الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة في الصراع الدائر لن تسمح لطرف أن يحسم الصراع لصالحه مبكرا.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ شعب السودان الشقيق وأن يجنبه شر العسكر.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

من أحمد هلال

كاتب صحفي مصري