جاء في خبر نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي على موقعها بتاريخ 25 / 6 / 22 م ما يلي:

بدأت ولايات أمريكية تحركات من أجل حظر الإجهاض، وذلك بعد قرار المحكمة العليا إلغاء الحماية الدستورية لحق المرأة في الإجهاض.

وباشرت عيادات طبية متخصصة في عمليات الإجهاض في إنهاء أعمالها في بعض الولايات.

ويتوقع أن تنفّذ نحو نصف الولايات قيودا جديدة أو حظر الإجهاض، بعد أن أسقطت المحكمة ما يُعرف بقرار «رو ضد وايد» الذي أقرّ قبل 50 عاما وكان يضمن حق الإجهاض على أساس أنه محمي بموجب الدستور الأمريكي.

وقالت المحكمة العليا يوم الجمعة «نعتقد أن الدستور لا يمنح الحق في الإجهاض.. ويجب إعادة سلطة تنظيم الإجهاض إلى الشعب وممثليه المنتخبين».

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار المحكمة بأنه «خطأ مأساوي». كما شهدت مدن أمريكية احتجاجات على القرار.

ونقول:

يكتشف العقلاء في المجتمعات الغربية فداحة الأحوال الاجتماعية التي وصلوا إليها حاليا و بعد عقود من غلبة الفكر الجامح والمستحل للمحرمات ولمخالفة الفطر السوية والحقوق الإنسانية

في الوقت الذي تسعى مؤسسات عامة و حتى منظمات الأمم المتحدة  في اتخاذ مواقف مشبوهة

وتبني قضايا تجبر عليها الإنسانية كالمثلية والإجهاض كقضيتان تحويان تنكب طريق الخير والفطر السوية والمشاعر الإنسانية

لدينا مؤتمرات كثيرة تبنتها الأمم المتحدة وفقا لمنهج مرفوض وغريب عما استقر في الوعي الإنساني عبر القرون وعن فكر وثقافة الأمة المسلمة

مؤتمرات عالمية عقدت عن المرأة بشكل خاص في القاهرة وبكين عام 95 وفي عام 2000 و2005

وكلها تصب في فرض فكر غربي متحيز وممنهج هدفه دعم الشذوذ واعتبار الإجهاض من وسائل تنظيم الأسرة وليس من وسائل تفتيت المجتمع !

وهو ما حدا باللجنة الإسلامية العالمية المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي في هذا الوقت إلى إخراج تقارير تنقد فيها هذا التوجه المفروض والمرفوض

وقد ذكر التقرير أن هدف تلك المؤتمرات: (هو هدم بناء الأسرة وإباحة الإجهاض وإباحة الشذوذ)

الأجندة مفروضة من قبل مؤسسات تحركها توجهات خفية

 فالأمر يعمل من قديم والأجندة مفروضة من قبل مؤسسات تحركها توجهات خفية لفرضها على العالم الإنساني دون مراعاة لحقوق الأجنة ولا للفطرة السوية

بين يدي تصريح مهم لقاض في المحكمة العليا الأمريكية «كلارنس توماس»

يقول بعد منع الإجهاض يجب إعادة النظر في أحكام منع الحمل وحقوق المثليين.

ولديه كل الحق في ذلك إن راجع المجتمع فطرته وعاد إلى سواء العلاقات التي لم يعدُ انحرافهم عنها قرنا -فقط- من الزمان

 منحدرين من وقتها إلى وهدات اجتماعية ودينية وإدمان وإباحية  وتفسخ أسري واجتماعي أفرز كل تلك الجرائم والانحرافات

 ويصلى أوارها مجموعة من المنظرين والمغرورين وخبثاء عبدة الشياطين

الذين يأخذون على عواتقهم اليوم ترويج المثلية من جهة

ومن جهة أخرى تيسير الإجهاض كإمعان آخر في تشجيع الفواحش

وفي حرمان المجتمعات من قوتهم البشرية ولاستقطاب الناس إلى الإلهاء مع ترويج الفواحش.

ضحايا الإجهاض في أمريكا أكثر من مليون نسمة

الأمر الذي يحدو برئيس الدولة «بايدن» أن يعبر عن امتعاضه من الحكم باعتباره مخالفا لمفاهيم الحرية

التي يغذيها من جاؤوا به إلى سدة السلطة وهو لا يعدو عجوزا ساقط القوى تلمح ابنته بانحراف مزاجه الجنسي

ولا ندري ألم ينتبه إلى أن ضحايا الإجهاض في بلده يبلغ أكثر من مليون حالة « قتل» سنويا

وهو معدل أكبر بكثير من ضحايا حوادث المواصلات أو القتل الجنائي !

وفي حالة الإجهاض كقضية مثارة الآن فإنها تفتح ملفات مخزية تنبي عن تفسخ تلك المجتمعات

سواء في عدم احترام نظام الفطرة في العلاقات الإنسانية كالزواج وما به من سكينة ودفء

أو في احترام حق الجنين في الحياة فيستمرؤون قتله ويرتكبون جريمة كبرى

ويشاركون في قتل المجتمع نفسه بتقويض تدفق الحياة الإنسانية وإمداد المجتمع بمثبتات وجوده وحفظ نسله وقوته الفاعلة والفتية

حيث الإجهاض جريمة على كل تلك المستويات الشخصية والمجتمعية.

مصطلح الأمهات الوحيدات

فهو يستعمل إما للتخلص من حمل سفاح لا ترغب المرأة في تحمل أعباءه -وقد لا تستطيع تحديد والده من الأساس لتحمل مسؤوليته معها-

وقد شاع هناك مصطلح الأمهات الوحيدات ليعبر عن تلك الحالة من الحمل ونتائجه غير المرغوب فيها وهي معضلة اجتماعية لديهم

 أو لعدم تحمل الوالدان -من زواج طبيعي- مسؤوليتهما فيتعاملان بأنانية

رغم اتاحية منعه من قبل مجيئه أو حتى التخلص منه قبل بث الروح فيه ومع ذلك لا يفعلان

وهو بالفعل ما قد يعود بالجرم ففي الحالتين يضحي الطفل مهملا يلقى به لأدوار الرعاية ليكون بذرة مجرم في مجتمع مادي يستغل ظروفه

ليكمل به منظومة الجرائم والإدمان أو الاتجار في البشر ( ماديا أو جنسيا أو عضويا )

هاتان الحالتان تقعان في إشكالية الحمل غير المرغوب فيه

وعدم منعه في الظروف العادية والوقت المناسب ثم يتمسكون بما يدعى من حق الإجهاض لارتكاب جريمة قتل الطفل بعد حياته

فهل يتمكن العقلاء من الانتصار للفطرة وللحياة أو ينتصر المشوشون والغوغاء مروجو تلك المناهج غير المعقولة التي تحاول تنكيس فطرة البشر جميعا؟