حينما ينظر المسلم حوله، فيرى دينه تتناوشه الضربات من كل مكان ومن كل سفيه، تُظلم الدنيا في وجهه، ويسوَّد الوجود في عينيه، ويعتقد المسكين الضعيف أن دينه ينهزم أمام ضربات المعتدين.

ولكن الحقيقة غير ذلك، وخلاف ذلك، فما أزعج هؤلاء الآثمون إلا قوة دينك وتمكنه وصولته وتجذره في القلوب والمهج والأرواح.

وما يقدمونه من محاولات الكيد والطمس والطعن والتشويه، ما هي إلا حشرجة صدر لذبيح يلفظ أنفاسه ويفارق روحه.

بل أعطيك ما هو أقوى من هذا وأدهش.. 

فأقول لك: لا تبتئس فكلما زاد لغطهم وتشويههم وزورهم، كلما اطمأن قلبك أن دينك يعلو ويستأسد ويستوطن،

وتشتد مكنته ومكانته في ربوع النفس والوجدان، فما هذا السعار إلا نتيجة فزع مخيف ضج منه أصحابه، وأظلم الدنيا في مقلهم، وأضج مضاجع نومهم.

منذ عقود وحينما كانت وسائل الإعلام في مصر يسيطر عليها الشيوعيون والعلمانيون الحاقدون المبغضون للإسلام وتراثه وهويته،

نشرت الأهرام كتابا عن سيدنا محمد ،

وقامت دار الهلال الذي كان يديرها شيوعي حاقد قميئ منحل، فنشرت تفسيرًا للقرآن الكريم،

بل كانت الصحف في ذلك العهد، تفرد صفحاتها الواسعة لمناقشة القضايا الإسلامية، وبلغت عناية الجمهور بالكتاب الإسلامي عناية فائقة أكثر مما سواه،

وكان كل كاتب متغرب منحرف الفكر والفهم، يرى نفسه مضطرا أن يكتب شيئا في الإسلام أو رجاله،

 فهل ياترى كانوا يفعلون ذلك حبا فيه أو هياما وعشقا في سواد عيونه؟

أبدا أبدا.

الجمهور المسلم والهوى الإسلامي والوعي الديني للجماهير العريضة، هو من أجبرهم على ذلك،

وأرغمهم صاغرين أن يخدموا الإسلام، حتى لا تبور أدواتهم التي يديرونها فتخسر جرائدهم، وتفلس دورهم.

أذكر في الحقبة الماضية، أن مكتبة الأسرة اضطرت لطباعة كتب العلامة الشيخ محمد الغزالي،

وبالأخص كتابيه، كنوز من السنة، والاختلاف بين أهل الفقه وأهل الحديث..

فهل تدرك معنى هذا، أن يقوم علماني ليطبع كتب محمد الغزالي؟

إياك أن تظن أنه يؤمن بحرية الفكر والتنوع الثقافي، ولكنه مضطر أن يقبل على اللون الديني حتى لا يقال عنه:  إنه أغفل صبغة مصر المسلمة.

وبنفس المقياس، احذر أن تظن أن موجة العدوان على الثوابت الدينية التي يحمل وزرها طغمة آثمة من الملحدين والعلمانيين وبقايا الشيوعيين، إجحافا لدين مظلوم مهيض الجناح،

وإنما قلت لك:

تنفيس عما في صدورهم من فزع مرعب من سطوة الهوية الإسلامية في القلوب، ونمو الوعي الديني في الأفئدة، اطمئنوا فدينكم قوي.