مختصر المزني في جهاز كل عروس، وماذا في جهاز بنات اليوم؟.

كنت أطالع في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، وبالتحديد في ترجمة الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المزني الذي هو: أَبُو إِبْرَاهِيْمَ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بنِ مسْلِمٍ، المزَنِيُّ المِصْرِيُّ، تِلْمِيْذُ الشَّافِعِيِّ.

ولد سنة (175- وتوفي 264 ه) وكان رأسا في الفقه كما يذكر الذهبي، واستوقفتني عبارة للذهبي عن كتاب المزني في الفقه والذي عرف ب(مختصر المزني)،

وقبل أن أسوق العبارة أجدها فرصة لتعريف القارئ الكريم ببعض مناقب المزني وكتابه في سطرين:

أما المزني فقال الذهبي عنه :

قلْتُ: وَبَلَغَنَا أَنَّ المزَنِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ مجَابَ الدَّعْوَةِ، ذَا زهْدٍ، وَتَأَلُّهٍ، أَخَذَ عَنْهُ خَلْقٌ مِنَ العلَمَاءِ، وَبِهِ انتشَرَ مَذْهَبُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ فِي الآفَاقِ.

يُقَالُ: كَانَ إِذَا فَاتتْهُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ صَلَّى تِلْكَ الصَّلاَةَ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً ، وَكَانَ يُغَسِّلُ المَوْتَى تَعَبُّداً وَاحتسَاباً، وَهُوَ القَائِلُ: تعَانَيْتُ غَسْلَ المَوْتَى لِيَرِقَّ قَلْبِي، فَصَارَ لِي عَادَةً وَهُوَ الَّذِي غَسَّلَ الشَّافِعِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ-.

وأما الكتاب فقال الذهبي عنه: (قلْتُ: بَلَغنَا أَنَّ المُزَنِيَّ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ تبييضِ مَسْأَلَةٍ وَأَودعَهَا مخْتَصرَهُ صَلَّى للهِ رَكْعَتَيْنِ).

وأما العبارة التي استوقفتني هي قول الذهبي رحمه الله- عن كتابه المختصر:

وامتلأَتِ البِلاَدُ بـ«مختصَرِهِ» فِي الفِقْهِ، وَشرحَهُ عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ، بِحَيْثُ يقَالُ: كَانَتِ البِكْرُ يَكُوْنُ فِي جهَازِهَا نسْخَةٌ بـ«مخْتَصر المزَنِيِّ».

وتأملت في هذه المقولة الدالة على:

– مدى وعي الأمة بشريعتها وتمسكها بالعلم الشرعي الذي يهديها،

لدرجة أن يكون في جهاز كل عروس كتاب فقهي عالي المستوى كمختصر المزني.

– مدى بعد الناس اليوم عن العلم الشرعي، وكيف تبدل الحال،

حتى أن كثيرا من الزيجات اليوم يكون في جهازها (ريسفر – وتلفزيون – وكمبيوتر وووووغيره)

وغالبا لا تستخدم هذه الأجهزة إلا في غير ما يفيد.

فياليتنا نتخفف من أوزار الجهل ونعود إلى رياض العلم،

وندخل بناتنا وأبناءنا المقدمين على الزواج على هذه النماذج لرفع هممهم ولفت أنظارهم إلى شرع الله الحنيف.

د. أحمد زايد

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر