د. يوسف رزقة

يغادر يائير لبيد رئاسة حكومة الاحتلال بلسان خائف يهدد فيه من أسماهم أعداء «إسرائيل»؟!.

التهديد بلغة من يملك القوة لتدمير الآخرين لم تعد مفيدة لمن يجلس في المعارضة، فالقرار ليس له، بل لغيره،

ومحاولة الحفاظ على حجم كبير في أثناء المغادرة لعبة مكشوفة على مستوى الداخل والخارج.

لبيد المغادر لمنصبه يهدد فيقول: يحتاج أعداؤنا إلى معرفة أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التهديدات التي نراها وجودية…

لن توافق أي حكومة «إسرائيلية» على أن تصبح إيران نووية.

وإذا كان من الضروري العمل فسنتحرك، ولن نتردد في استخدام القوة للحفاظ على سلامة مواطنينا.

يجب أن يعلم أعداؤنا أننا لن نتردد في إطلاق مروحيات وطائرات وطياري سلاح الجو لحماية «إسرائيل» من التهديدادات القريبة والبعيدة؟!.

لو كانت هذه التهديدات صادرة عن نيتنياهو الرئيس الحالي لحكومة الكيان الصهيوني لكانت ذات مغزى،

ولكنها تصدر عن راحل بخسارة عن الحكومة، وليس له بعد يوم الأربعاء قرار ولا شراكة في قرار،

ولو صمت وسكت وترك ذلك لابن غفير ونيتنياهو لكان أبلغ، ولأنه كان يشعر بضعف عند التصريح قال:

ناقشت ذلك مع نيتنياهو، وهذا الأمر من القليل الذي تجمع عليه حكومات «إسرائيل».

زوال الكيان الصهيوني قائم

يستفاد من تصريح لبيد أنه وقادة الكيان الصهيوني يشعرون أن وجود الدولة في خطر،

وهذا صحيح، ولكنه ليس خطر النووي الإيراني كما يزعمون، ولا اعتقد أنه ثمة دولة في الشرق الأوسط تهدد الكيان الصهيوني وجوديا،

ولكن الخطر الحقيقي على الوجود يكمن في داخل المجتمع الصهيوني، الذي يتشظى من داخله،

بفعل الفساد والعنصرية، وصراع العلمانية والدينية، وبفعل احتلال أراضي فلسطين، وسرقتها بالاستيطان،

في مخالفة فجة للشرعية الدولية ولكل القوانين والاعتبارات الإنسانية.

تهديدات لبيد، وقوة جيش لبيد،  لم تختبر في حروب حقيقية، وأحسب أنها حين تختبر، ولنفرض مع إيران،

فقد تكشف عن صورة أدنى من الصورة التي كشفتها أوكرانيا عن قوة روسيا.

نعم الكيان الصهيوني قوي عسكريا واقتصاديا وتتلقى دعما خارجيا،

ولكنها في الوقت نفسه ليس لديها جيش له رغبة في القتال الخارجي،

وليست لديها مساحة جغرافية واسعة لتتحمل معارك خارجية، معارك صواريخ وطائرات ومسيرات.

الضعف البشري، والضعف الجغرافي، وهما أمران لا أظن أن بمكنة لبيد أن يقفز عنهما،

وهما أمران  يجعلان تهديداته بلا قيمة، وبلا مغزى.

 الكيان الصهيوني لا يملك أن تخوض حربا حديثة مع الغير بدون شراكة أميركا؟!

وحخامات التوراة يدقون جرس زوال الدولة بحسبتهم في العقد الحالي؟!

د. يوسف رزقة

من د. يوسف رزقة

كاتب ومحلل سياسي، فلسطيني أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق